سور الصين العظيم هو رمز الأمة الصينية ودليل على ما تحلَّي به الصينيون في الماضي من عزيمة وإصرار، وهو ما حوَّله مع مرور الوقت من مشروع عسكري هدفه الأول الدفاع عن البلاد وحمايتها من الاعتداءات إلى واحدة من عجائب الدنيا السبع ومَعلمًا سياحيًّا هامًّا يقصده الكثيرون من كل أنحاء العالم، وذلك لما يرتبط بهذا السور من أحداث تاريخية هامة، بالإضافة إلى طول سور الصين العظيم وعرضه وارتفاعه، الذين يجعلون من بناه في هذا التوقيت مهمه في غاية الصعوبة، وهو ما سنتحدث عنه بالتفصيل فيما يلي.

ما هو سور الصين العظيم
سور الصين العظيم هو سور يمتد على طول الحدود الشمالية والشمالية الغربية لجمهورية الصين الشعبية. بُني منذ أكثر من ألفي سنة، ليُشكل حصنًا للأراضي الصينية، يحميها من هجمات الشعوب الشمالية من مغول وغيرهم. وقد صُمِّم السور بحيث يتناسب مع الغرض الذي صُمِّمَ من أجله؛ فاشتمل على حيطان ومنشآت دفاعية، وممرات استراتيجية، وأبراج إنذار، وثكنات جنود، وغيرها، ليُشكل بذلك نظام قيادي عسكري متكامل، وليس سورًا فحسب. ويُمكن تخيل حجم المشقة التي تُبذَل في تشييد بناء كهذا في هذا الزمن البعيد، ليظل هذا البناء حتى وقتنا هذا رمزًا للأمة الصينية ومعلمًا سياحيًّا هامًّا، يحرص على رؤيته كل زوار الصين وسائحيها.

متى بني سور الصين العظيم
بدأت فكرة بناء السور والشروع فيه قبل توحيد الصين في عهد حكام تركيو تشانغو، واستمر العمل فيه بعد توحيد الصين أيضًا لسنوات، حتى انتهى تأسيسه عام 204 قبل الميلاد، بعد أن شارك في العمل به ما يزيد على 300.000 شخص ما بين عمال ومهندسين. إلا أن الأمر لم يتوقَّف عند هذا الحد، بل حرصت معظم الأسر الحاكمة بعد ذلك على إضافة لمسة مميزة إلى السور وتدعيمه بشكل أو بآخر. والجدير ذكره أن المواد المُستخدمة في بناء السور اختلفت باختلاف الطبيعة الجغرافية للمنطقة التي يمر عليها؛ إذ بُني بالأحجار في المناطق الصحراوية، وبالطوب غير المحروق في منطقة هضبة التراب الأصفر، كما بُني في مناطق أخرى بخليط من الطوب والصخور.

كم يبلغ طول سور الصين العظيم
يبلغ طول سور الصين العظيم 21.196.18 كيلو متر، وهو الطول الحالي والأخير له، بعد كل ما أُضيف له على مز الأزمنة، أما عرضه فيبلغ 4.6 مترًا من الأعلى، ليصل إلى 9.1 مترًا عند القاعدة، في حين تراوح ارتفاعه بين ثلاثة وثمانية أمتار. ولا شكَّ أن سور بهذا الطول يصعب على إدارة واحدة السيطرة عليه، لذا، كان قد قٌسِّمَ إلى تسع مناطق إدارية عسكرية، بحيث يكون لكل إدارة رئيس تنفيذي مسؤول عن الشئون الدفاعية لمنطقته بالإضافة إلى مسؤوليته عن إصلاح السور وترميمه كلما لزم الأمر.