تأديب الطفل أحد أصعب الأشياء التي يجب القيام بها، خاصةً أن طلبات وأخطاء الطفل تزداد مع نموه، وبالتالي يزداد عدد نوبات الغضب، الأمر الذي يدفع بعض الآباء إلى استخدام الضرب والعنف مع أطفالهم، إلا أن أضرار ضرب الأطفال متعددة وتؤدي إلى مشاكل وخيمة، لذلك يجب اللجوء إلى أساليب التربية الصحيحة في معاقبة الأطفال وعلاج نوبات غضبهم.
أضرار ضرب الأطفال
- تعليم الطفل الضرب، إذ أن تعرض الطفل للضرب يمنحه ترخيصًا لضرب من حوله، لأن العقاب البدني يعطي رسالة خطيرة وغير عادلة مفادها أنه يجوز إيذاء شخص آخر، بشرط أن يكون أصغر وأضعف منك.
- يؤثر سلبًا على الصورة الذاتية للطفل، وقد ينتهي به الأمر إلى عدم احترام نفسه.
- للضرب أثناء الطفولة تأثير سلبي على مزاج الطفل وسلوكه.
- كلما زاد تعرض الأطفال للضرب، زادت فرصهم في تحدي والديهم، كما أنه يؤثر على الصحة العقلية للطفل ويسبب صعوبات في الإدراك.
- يجعل الغضب سلوكًا أساسيًا لدى الطفل، ويجعله يعاني من مشكلات عاطفية ونفسية مع نموه يمكن أن تحوله إلى شخص عدواني.
- يؤدي إلى تطور تدني احترام الذات لدى الأطفال، ففي دراسة استقصائية، وجد أن الأطفال الذين تعرضوا للعقاب البدني أثناء نشأتهم كانوا أكثر عُرضة لظهور السلوك المعادي للمجتمع، وحتى الأنانية في مرحلة البلوغ.
- الضرب يُعيد الذكريات السيئة، لأنه يترك بصمات سيئة على العقل الباطن للطفل في أي عمر، ويتم تسجيله كصدمة سلبية في العقل ويؤثر عليه طوال الحياة وفي كل مرة يتم فيها تشغيل الذاكرة السلبية.
- تجارب الطفولة السيئة لها عواقب طويلة المدى، إذ تزيد من فرص الإصابة باليأس والاكتئاب وتعاطي المخدرات أيضًا.
- الضرب على منطقة الأرداف أو المؤخرة، يمكن أن يخلق في ذهن الطفل علاقة بين الألم والمتعة الجنسية، ويؤدي إلى صعوبات في مرحلة البلوغ.
- الضرب على الطرف السفلي من العمود الفقري يرسل موجات تصادمية بطول العمود الفقري، قد تؤذي الطفل، لذلك قد يعود انتشار آلام أسفل الظهر بين البالغين إلى تعرضهم للضرب في مرحلة الطفولة.
- الضرب على المؤخرة قد يؤدي إلى اصابة بعض الأطفال بالشلل، لأنه يؤدي إلى تلف الأعصاب في بعض الأحيان.
طرق بديلة لضرب الطفل عند العقاب
بسبب أضرار ضرب الأطفال المتعددة ينصح خبراء التربية وعلماء النفس باتباع طرق تأديبية بديلة لتربية أطفال متوازنين نفسيًا، ومن هذه الطرق:
التعبير عن الرفض
أبسط الطرق وأكثرها فعالية لتغيير سلوك الطفل هي إخباره بأنك لا توافق على هذا السلوك، يجب أن يذكر الأب أو الأم اعتراضهما بوضوح مع ذكر الأسباب، فعندما يلاحظ الطفل الرفض قد يتراجع.
المناقشة
عندما يحدث خطأ ما، يكون أول وأفضل رد على الإطلاق هو الجلوس والتحدث عن هذا الخطأ، غالبًا يكون الاتصال المفتوح هو المطلوب لتغيير السلوك أو للتأكد من عدم حدوث سوء سلوك معين مرة أخرى، ويجب توضيح العواقب التي ستنتج بسبب هذا السلوك السيئ.
التجاهل
في بعض الأحيان يكون التجاهل أفضل عند مواجهة سلوك أحمق أو مزعج من الطفل، خاصةً أن بعض السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها يكون هدفها لفت الانتباه فقط، لذلك تجاهله يجعله يتراجع عن هذا السلوك تلقائيًا.
تقديم العواقب المنطقية
تعتبر العواقب المنطقية طريقة رائعة لمساعدة الأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية محددة، ترتبط بشكل خاص بسوء السلوك، فمثلًا إذا رفض الطفل تناول وجبة العشاء، فلا يجب السماح له بتناول وجبة خفيفة وقت النوم. إذا رفض الطفل ترتيب ألعابه مثلًا، فيجب عدم السماح له باللعب بهم طوال اليوم، إذ يساعد ذلك على أن يرى الطفل أن خياراته الخاطئة لها عواقب مباشرة.
مكافأة السلوك الجيد
بدلًا من ضرب الطفل لسوء تصرفه، من الأفضل مكافأته على سلوكه الجيد، فمثلًا إذا كان يتقاتل مع إخوته في كثير من الأحيان، من الممكن إنشاء نظام مكافآت لتحفيزه على التعايش معهم بشكل أفضل. من الجيد أيضًا الثناء على الطفل عندما يتبع القواعد ويتصرف بشكل جيد، فهذا يشجعه على القيام بالسلوك الإيجابي بدلًا من السلبي.