تعريف المراهقة
يستخدم علماء النفس مصطلح المراهقة للإشارة إلى النمو النفسي والتغيرات التي تحدث أثناء فترة الانتقال من الطفولة إلى الرشد، ويتفق علماء النفس على أن فترة المراهقة تبدأ بتغيرات جسدية يصحبها البلوغ، وتنتهي بإتمام حالة الرشد بالكامل التي تقاس بالنضج الاقتصادي، والاجتماعي، والبدني، وإن كانت هذه الجوانب في النمو لا تتم في وقت واحد.
المراهقة من وجهة نظر المجتمع
ينظر المجتمع إلى فترة المراهقة على أنها فترة هامة في حياة أفراده، وهي الفترة التي يصبح الفرد بعدها راشداً، له دور فعال في هذا المجتمع. ويحتاج المراهق إلى فترة من الوقت ليتوافق مع عالم الراشدين، وليكتسب مهاراتهم ويعمل بطريقة فعالة إجتماعياً كراشد.
في المجتمعات البسيطة غير المعقدة، والأقل تطوراً وتحضراً يكون من السهل على المراهق أن يتوافق مع المجتمع، إذ تُمثّل عملية البلوغ إنتقالاً سريعاً من أدوار الطفولة إلى الرشد. أما في المجتمعات المتقدمة، فإن الأدوار تكون غير محددة الملامح، بل تفتقر إلى الدقة في تحديد ماهيتها، وغالباً ما يكتنفها الغموض، وعلى المراهق أن يتعلم العديد من المهارات الجديدة وينتظم في تدريبات معقدة ومتنوعة.
بداية ونهاية فترة المراهقة
يختلف علماء النفس في تحديد بداية فترة المراهقة ونهايتها، فبعضهم يتجه إلى التوسع في تحديدها، فيرون أنها قد تشمل الفترة التي تسبق البلوغ وهم بذلك يعتبرونها بين العاشرة والحادية والعشرون. في حين حددها بعض العلماء بأنها تمتد في الفترة ما بين الثالثة عشر والتاسعة عشرة. وخلاصة القول أن بداية فترة المراهقة ونهايتها تختلف من فرد لآخر، ومن جنس لآخر، ومن سلالة لأخرى، ومن مجتمع لآخر.
مراحل المراهقة
- مرحلة ما قبل المراهقة (ما قبل البلوغ): يطلق على هذه المرحلة أيضاً مرحلة التحفز والمقاومة وهذه المرحلة بين سن العاشرة والثانية عشرة تقريباً، وتظهر لدى الأفراد عملية التحفز تمهيداً للانتقال إلى المرحلة التالية من النمو. ومن علامات هذه المرحلة، زيادة إحساس الفرد بجنسه، ونفور كل جنس من الجنس الآخر والبُعد عنه.
- المراهقة المبكرة: وتمتد هذه الفترة منذ بدء النمو السريع الذي يصاحب البلوغ حتى بعد البلوغ بسنة تقريباً، أي من سن الثالثة عشر وحتى السادسة عشر، وذلك عند استقرار التغيرات البيولوجية عند الفرد. وفي هذه المرحلة المبكرة يسعى المراهق ويرغب دائماً في التخلص من القيود والسلطات التي تحيط به، ويستيقظ لدى الفرد الإحساس بذاته وكيانه.
- المراهقة المتأخرة: خلال هذه الفترة يسعى الفرد لتكييف نفسه مع المجتمع الذي يعيش فيه، ويوائم بينه وبين تلك المشاعر الجديدة وظروف البيئة ليحدد موقفه من هؤلاء الناضجين محاولاً التعود على ضبط النفس، والابتعاد عن العزلة والانطواء تحت لواء الجماعة فتقل النزعة الفردية. وعلى الرغم من ذلك، ففي هذه المرحلة تتبلور مشكلته في تحديد موقفه بين عالم الكبار، وتتحدد اتجاهاته إزاء الشئون السياسية والاجتماعية وإزاء العمل الذي يسعى إليه.
مظاهر النمو في فترة المراهقة
- النمو الجسدي: تعتبر فترة المراهقة طفرة في النمو الجسماني؛ فهي مرحلة نمو جسمي سريع، لا يفوقها في النمو إلا مرحلة ما قبل الميلاد. وتبدأ فترة النمو الجسدي بين سن (10-14) سنة عند الإناث، وبين (12-15) سنة عند الذكور ويستمر النمو حتى سن 18 سنة عند الإناث وسن العشرين عند الذكور.
- النمو الفسيولوجي: إن مظاهر النمو الفسيولوجي التي تطرأ على المراهق لها أثر كبير على سيكولوجية المراهقين، كما أن إكتمال الغدد التناسلية لها أثر بالغ على الجسم وعلى الحالة المزاجية والنفسية للمراهقين.
- النمو الحركي: في بدء فترة المراهقة ينمو الجسم نمواً سريعاً فينتج عن هذا النمو السريع غير المتوازن ميل المراهق لأن يكون كسولاً قليل الحركة والنشاط.
- النمو العقلي والمعرفي: يختلف الذكاء في سرعة نموه عن باقي القدرات العقلية فنجد ان نمو الذكاء في فترة المراهقة يهدأ قليلاً وتتناقص سرعته. أما باقي القدرات العقلية الأخرى مثل القدرة اللغوية، والقدرة الميكانيكية، والعددية وباقي القدرات تظل في نموها المضطرد خلال فترة المراهقة.
- النمو الانفعالي: تتسم فترة المراهقة بأنها مرحلة عنيفة في حدة الانفعالات واندفاعها، وتجتاح المراهق ثورة من القلق، والضيق، والتبرم، والزهد فيكون ثائراً على الأوضاع، متمرداً على الكبار.