الساتل كلمة عربية تعني التابع، وتُطلق في علم الفضاء على أي جسم فضائي يدور حول جسم آخر سواء كان نجم أو كوكب. ومن ثَمَّ يُمكن القول أن كوكب الأرض ساتل للشمس والقمر ساتل للأرض وهكذا. ومن هذه الكلمة اشتق علماء الفضاء كلمة “satellite” وأطلقوها على الأقمار الصناعية التي تُعَد واحدة من أهم المظاهر التكنولوجية التي ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين وأكثرها تأثيرًا على حياة البشر.
ما هي الأقمار الصناعية
الأقمار الصناعية (بالإنجليزية: satellites) هي أجسام يصنعها مهندسو الفضاء، ويطلقونها باستخدام الصواريخ لتدور حول الأرض في مدارت مُحدَدة، وذلك للقيام بمهام معينة. وتختلف أنواع الأقمار الصناعية وفقًا للمهام التي صُنِعَت وأُطلِقت من أجلها، فنجد أقمار الاتصالات وأقمار الفلك وأقمار الملاحة والأقمار العسكرية وغيرها، ومن ثَمَّ فهي تختلف في تركيبها من قمر إلى آخر وفقًا لتلك المهام.
تركيب الأقمار الصناعية
تُصنَع الأقمَار الصناعية بأشكال وأحجام مُختلفة، إلا أنها في معظمها تحتوي على جزئين رئيسيين هما:
- المجسات الهوائية: التي تعمل على استقبال وإرسال البيانات.
- مصادر الطاقة: وهي إما أن تكون خلايا شمسية أو بطاريات.
كما تحتوي معظم الأقمار الصناعية على كاميرات، توجَّه ناحية الجهة المُراد رصدها، سواء كانت الأرض أو غيرها من الأجرام السماوية.
مدارات الأقمار الصناعية
تدور الأقمَار الصناعيَّة حول الأرض في مدارات مُحددة، يُمكن تصنيفها كالتالي:
- المدارات الأرضية المنخفضة (LEO): هي مدارات صغيرة نسبيًّا نظرًا لقربها من الأرض؛ إذ تبعد عنها بمئات الكيلومترات. وتدور الأقمار الموجودة في هذه المدارات عادةً بسرعة كبيرة جدًّا تفوق سرعة دوران الأرض حول نفسها لتتغلب على الجاذبية الأرضية، ومن ثَمَّ فهي تُكمل دورة كاملة حول الأرض في حوالي ساعة ونصف.
- المدارات الأرضية المتوسطة (MEO): تعلو المدارات المنخفضة، فترتفع عن الأرض بحوالي 20000 كيلومتر. وتدور أقمار تلك المدارات بسرعة أقل قليلًا من أقمار المدارات المنخفضة؛ إذ تحتاج حوالي 12 ساعة لإتمام دورة كاملة.
- المدارات الأرضية المرتفعة (HEO): ترتفع تلك المدارات عن الأرض حوالي 36000 كيلومتر، لذا فإن أقمار تلك المدارات لا تقع بقوة تحت تأثير الجاذبية، مما يُمكنها من الدوران بسرعة مساوية لسرعة دوران الأرض حول محورها، ومن ثم فهي تحتاج يومًا كاملًا لإكمال دورتها. ونظرًا لدوران هذا النوع من الأقمار بالتوازي مع دوران الأرض حول مُحورها، يُطلَق عليها الأقمار الثابتة؛ نظرًا لبقائها فوق نفس النقطة من الأرض طوال الوقت.
استخدامات الأقمار الصِّناعية
تستَخدَم تلك الأقمار على نطاق واسع في العديد من المجالات، فهي:
- تساعد على دراسة كل ما يخص الكرة الأرضية من بحار ومحيطات وبراكين عن طريق بث صور تفصيلية ودقيقة لكل تلك الأمور، كما يُمكنها قياس نسب الغازات المُختلفة الموجودة في محيط الأرض.
- تُساعد خبراء الأرصاد الجوية على التنبؤ بالطقس والمناخ، وما قد يحدث من كوارث طبيعية مثل البراكين والتسونامي، وهو ما يعين على الحد من الضرر الناتج عن هذه الكوارث.
- تُساعد علماء الفلك على استكشاف الفضاء والإبحار في مكوناته، كما استُخدمت لاختبار إمكانية وجود حياة على أماكن أخرى غير الكرة الأرضية.
- فضلًا عن استخدامها لبث القنوات والاتصالات.