منذ القرن الرابع عشر، عندما أصبحت فكرة آلات الكتابة مجدية من الناحية التكنولوجية، تم إنشاء أكثر من مئة نموذج من قبل أكثر من 50 مخترعًا حول العالم. بعض تصاميم الآلة الكاتبة التي تم تنفيذها حصلت على براءات اختراع، وبضعة منها بيعت للجمهور لفترة وجيزة دون نجاح كبير. ولكن الآلة التي أثبتت نجاحها حقًا كان يعود الفضل فيها لشولز وغيلدين.
تاريخ اختراع الآلة الكاتبة
أسهمت الآلة الكاتبة في تدوين المعارف البشرية وتناقلها بين البشر، وبالطبع لم يكن الأمر سهلًا في البداية ففكرة إنشاء سوق للآلة الكاتبة وإقناع الأفراد بجدوى امتلاكها آنذاك كان أمرًا شديد الصعوبة، ولكنها بدأت تظهر في المحال التجارية بعد ذلك. ومن أوائل الذين اقتنوها الكاتب الأمريكي الشهير مارك توين؛ والذي دون عليها كتابه مغامرات توم سوير، والذي يعتبر أول كتاب يتم كتابته على الآلة الكاتبة.
براءة الاختراع الأولى
أول براءة اختراع تم إصدارها لهنري ميل عام 1714م، وهو مهندس إنجليزي بارز كان يتطلع باختراعه لإحلال الكتابة الآلية بدلًا من اليدوية، ولكن للأسف لم يفلح ميل في تحقيق ما كان يتطلع إليه رغم جدوى فكرته. وفي عام 1829م تم منح براءة اختراع أخرى للأمريكي ويليام أوستن بيرت، من ديترويت.
وقد عُرفت الآلة التي اخترعها بإسم تيبو غرافر، وهي عبارة عن آلة مصنوعة من الخشب، بها حروف تم تثبيتها على مزلاج متحرك، يمكن سحبه ودفعه مرة أخرى ليترك رسمًا على الورقة بعد تغطيته بطبقة من الحبر .
الانطلاقة الحقيقية
جاء الإنجاز الأكبر في عام 1867م عندما اخترع كريستوفر لاثام شولز من ميلووكي، بمساعدة
صديقه كارلوس غليدين وصمويل سول أول آلة كاتبة كان لها أثر في التقدم التكنولوجي. حيث
أدخل العديد من التعديلات على الآلة الكاتبة، وأعاد ترتيب حروفها ضمن نظام جديد عرف باسم نظامQWERTY،
والذي ما زال ساريًا في أجهزة الطباعة ولوحات المفاتيح.
جدير بالذكر أن معهد سميثسونيان مازال يحتفظ بنموذج شولز ، الذي أدرج العديد من الأفكار التي ساعدت
على تطوير الآلة الكاتبة فيما بعد. أما عن شكل الآلة التي اخترعها فقد بدت
مثل الصليب بين بيانو صغير وطاولة المطبخ، كما وصفها أحد المؤرخين.
وعلى الرغم من أهمية التحسينات التي حققها شولز في الأعمال الميكانيكية للماكينة على مدى السنوات العديدة التالية،
إلا إن نجاح الآلة الكاتبة الذي بدأ عام 1868م وصل إلى قمة ازدهاره في أواخر ثمانينيات القرن التاسع عشر ،
بسبب مؤيديها الأقوياء جيمس دينسمور وجورج دبليو إن. يوست اللذان اعترفا بنتيجة جهود شولز،
واشتريا براءات اختراع شركة Sholes مقابل 12000 دولار – وهو مبلغ كبير في تلك الفترة.
تصنيع الآلة الكاتبة
نجح دينسمور ويوست في إقناع ريمنغتون الذي كان يعمل في تصنيع أسلحة النار وآلات الخياطة والآلات الزراعية
بآلة شولز، وكانت شركته تبحث عن منتجات جديدة لتصنيعها آنذاك. وبالفعل عام 1973م قام الطرفان بتوقيع
عقد لتطوير أول آلة طباعة تجارية عملية.
وبالفعل تم تصميم أول نموذج ، والمعروف باسم Sholes و Gliden Type-Writer ، بواسطة ميكانيكيين
ريمنغتون العظماء الذين كانوا يصنعون ماكينات الخياطة والأحذية ، لذا بدا شكل أول آلة كاتبة يشبه
ماكينات الخياطة إلى حد كبير في تصميمها. ثم توالت التعديلات والتحديثات فظهر نموذج ريمنغتون 2 عام 1878م ؛
لتصبح أول نموذج تجاري ناجح.
وبحلول عام 1890م كان قد تم تطوير ثلاث فئات متميزة من الآلة الكاتبة التي انتشرت على نطاق واسع،
عد ذلك حتى ظهرت الآلة الكاتبة بشكلها المعتاد، وتطورت بعد ذلك لتظهر الألات الإلكترونية عام 1978م،
وهي عبارة عن آلات لديها القدرة على تخزين النصوص بواسطة ذاكرة إلكترونية.