TODAY - October 09, 2010
هل يحتاج الأصحاء إلى تناول الأسبرين؟
القلب السليم يقلل من احتياجات تناوله
* كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية): «الشرق الأوسط»*
* كلما كان قلبك سليما وكلما كانت شرايينك سليمة.. قل احتياجك إلى تناول الأسبرين.
إن كنت تعاني من نوبة قلبية، فإن مضغ حبة من الأسبرين ذي الجرعة الكاملة يمكن أن يصبح وسيلة لإنقاذ حياتك. أما إن كنت تعاني من أمراض في القلب والأوعية الدموية، أو كنت قد تعرضت في السابق إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية، أو أنك من المعرضين حاليا لخطر الإصابة بها، فعليك بتناول الأسبرين من الجرعة الضئيلة يوميا، كاستراتيجية لدرئها.
ولكن، إن كنت من الأصحاء نسبيا، هل سيؤدي تناول الأسبرين إلى مساعدتك في درء النوبة القلبية، السكتة الدماغية، وأمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى؟
* مفعول الأسبرين
* الأسبرين يؤدي مفعوله بجعل الصفائح الدموية أقل لزوجة. وهذا ما يحد من عمليات تكوين الخثرات الدموية في مجرى الدم، وهي الخثرات التي يمكنها التعجيل بحدوث النوبة القلبية والسكتة الدماغية.
إلا أن للأسبرين تأثيراته الجانبية أيضا، وهي تأثيرات غير مرغوبة. إذ إن خفض قدرة الصفائح الدموية على التخثر قد يقود إلى حدوث السكتة الدماغية النزيفية (hemorrhagic stroke) (حدوث نزيف في الدماغ). أما في المعدة فإن بمقدور الأسبرين التسبب في كل شيء، ابتداء من الشعور بحرقة الفؤاد الطفيفة وانتهاء بالقرحة. كما أن النزيف في الجهاز الهضمي قد يكون مميتا أيضا.
والتوازن بين فوائد الأسبرين ومخاطره هو المرشد لمسألة تناوله كوسيلة وقائية أولى لدرء حدوث النوبة القلبية، السكتة الدماغية، أو أي مرض آخر من أمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص الذين يبدون في صحة جيدة.
* لا أسبرين للأصحاء
* وقد جمع باحثون نتائج أبحاث من ست تجارب كبرى أجريت حول تناول الأسبرين كعلاج وقائي أولي، وحللوها، كما لو أنها جاءت من دراسة كبرى واحدة. وتعتبر عملية التحليل هذه عملية شرعية ويطلق عليها مصطلح «ما بعد التحليل» meta) - (analysis. وفي مجموعات المشاركين الخاضعين لكل تلك التجارب الذين بلغ عددهم 95 ألفا من الأشخاص الذين بدوا أصحاء نسبيا، ظهر أن انخفاض عدد النوبات القلبية والسكتات الدماغية لدى الذين تناولوا الأسبرين منهم، كان يقابل بحالات مضادة، وهي ازدياد النزف الحاد في الجهاز الهضمي وفي الدماغ (مجلة «لانسيت» 30 مايو (أيار) 2009).
ولذا استنتج الباحثون أن «الأسبرين يعتبر عاملا غير ذي قيمة صافية مؤكدة» للأشخاص الذين لم يسبق لهم أن عانوا من أمراض القلب والأوعية الدموية.
كما لم تظهر تحليلات أخرى مماثلة إلا فائدة عامة ضئيلة للأسبرين، إن لم تكن معدومة، بين صفوف الأشخاص المصابين بداء السكري من الذين ليس لديهم مرض في القلب أو الأوعية الدموية، كما لم يكن للأسبرين إلا تأثير قليل على حدوث النوبة القلبية أو السكتة الدماغية بينهم (المجلة الطبية البريطانية - النسخة الإلكترونية، 6 نوفمبر (تشرين الثاني) 2009). وعندما أخذ الباحثون في تحليل النتائج وفقا للجنس، ظهر أن الأسبرين يقلل من خطر النوبة القلبية لدى الرجال وليس لدى النساء. وأدلت مجلة «دراغ آند ثيرابيوتيك بيولتن» البريطانية بدلوها أيضا في هذا الشأن في نوفمبر 2009. فبعد مراجعة وتحليل النتائج من الدراسات الخاصة بالعلاج الوقائي الأولي، استنتجت هيئة تحرير المجلة أن الفوائد والأضرار «قد تكون متوازنة بدقة أكثر مما كان يعتقد سابقا»، وأنه لا ينبغي التوصية بتناول الأسبرين بوصفه خيارا لمساعدة مختلف الأشخاص الأصحاء بهدف درء النوبة القلبية والسكتة الدماغية لديهم.
* نقطة التحول
* لا تتناول الأسبرين لأنك سمعت أنه يساعد في درء النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.
ولا توجد بالفعل نقطة تحول مضبوطة يمكن عندها البدء في تناول الأسبرين يوميا. إلا أن هناك قاعدة له: فإن كنت من الأصحاء، ولم تشخص لديك أمراض القلب أو الأوعية الدموية، ولم تكن لديك عوامل خطر تعرضك لتلك الأمراض، فإن الأسبرين ليس لك! إذ إنك لن تحصل إلا على فوائد قليلة منه، فيما ستتعرض إلى أعراض جانبية من الأفضل تجنبها. أما أن كان قلبك وشرايينك مريضة فإن فوائد الأسبرين ستتفوق على مخاطره.
* رسالة هارفارد للقلب.. خدمات «تريبيون ميديا»