جِئتُ أسألَكَ ياقاضي
العَرَب.
عًشَقتُ أنثى
وَما أسَأتُ مَعَها
الأدب.
أغرَتني بِحُسنِها
وَأشعَلَت بِقَلبي
اللَّهَب.
فَجَعَلَت روحي تَطوفُ
تَبحَثُ عَنها شَرقٌ
وَغَرب.
وَأشعَلَت فَتيلَ قَلبي
وَتَزيدُ عَلى النارِ
الحَطَب.
فَأصبَحتُ بِحُبِّها كَهِلاً
وَغَزا الشَّيبُ مَفرَقي
بَعدَ إنتٌظاري سأقضي
النَحِب.
دينُها الإسلامُ
وَما كانَت حَفيدَةٌ لأبي
لَهَب.
لَعِبَت بِيَ الأقدارُ
وَجَعَلَتني أعيشُ
الخُطُب.
فَهي من الغِيدِ المِلاح
سُبحانَ ماخَلَقَ وَصَوَر
الرَّب.
نَخلَةٌ طَلعُها نَضيد
أهُزُّها فَيَتَساقَطُ عَلَيَّ
الرِّطَب.
تَغَنّى الشُعَراءُ بِحُسنِها
وَتَناسَلوا من كُلِّ صَوبٍ
وَحَدَب.
بَدرٌ تَتَقَدَّمُ النِّجوم
وَظَبيَةٌ تَتَقَدَّمُ
السِّرِب.
سَألتُ نُجومَ اللَّيلِ عَنها
كَأنَّهم سُكارى من كَأسِها
شَرِب.
غَرَبَت ولا أعلَمُ مَطلَعَها
وَأشواقي لَها تًشِنُّ
الحَرب.
أفتِني أيها القاضي
أكُنتُ مُتَمَرٌّد بِهذا
الحُب.
صاحِبُ العَقلُ الرَّشيد
أتَراني مازِلتُ صابِرٌ
وَمُحتَسِب.
هَل سَأَلتَقيها أم
أَعيشُ بَقِيَةُ العُمرِ
مُغتَرِب.
م