سيدي! أنا التي تمسكُ بالشَّوك وقد أخفيتُه عنك، فلماذا أراهُ في عينيك؟!
سيدي! ما أجملَ صورتي والورد على زجاج سيارتك، وما أقبحَها في عينيك!
سيدي! كلنا كاذبون، نحن الساكنين على أرصفةِ الشوارعِ، نعم كلنا كاذبون! وأنتم، العابرينَ بأحذيتِكم فوق ألسِنتنا، أنتم الصادقون! صادقون حتى بتنا نبحثُ عن فُتاتِ ابتسامةٍ على وجوهكم العابسة!
سيدي! ليتك تعلم أنه قد لا يدوم لك مما في جيبك إلا ماتضعه في جوفي .. ليتك تعلم!
هذا ماتهمسُ به عيونُها لمن احتجب عنها في سيارته، وابتسامتُها كما ابتسامةُ الوردِ ذليلةٌ على نوافذ أهل الترَف!
أهلي وأحبتي!
ما أكثر أهل العَوز اليوم، وما أكثر من أفقرتهم الحروب وأضناهم التشرد وأنهكتهم الغُربة، وما أكثر من تغير حاله وضاق عيشه وقلت موارده.
نعم، هناك من يحتال ويخادع، ولكن ليتنا لا نجعلهم ذريعة لمنع العطاء ونغُل أيدينا.
إن لم نكن ممن يقرع بابَ الفقير والمسكين ليعطيَه، فكيف لنا أن نُنكر على الفقير والمسكين أن يقرع أبوابنا!
نهاركم عطاء ومحبة، ونسأل الله أن يوسع على الجميع ويجعلنا من الشاكرين برحمته وهو أكرم الأكرمين.
حسين_عبدالله