تكثف المملكة المتحدة جهودها لإقناع شركائها الأمنيين Five Eyes والحلفاء الآخرين بالتعاون لإيجاد بدائل لهواوي كمورد لمعدات الجيل الخامس (5G)، وذلك قبل قرارها المتوقع هذا الأسبوع للحد من دور الشركة الصينية في شبكات المملكة المتحدة.
وحذر أحد المسؤولين الأمريكيين من أن المملكة المتحدة بحاجة أولاً إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه هواوي قبل أن تتمكن واشنطن من التفكير في مبادرة مشتركة مع ما يسمى بمجموعة الدول الديمقراطية D10.
ومن المفترض أن توحد خطة لندن مجموعة (Five Eyes) – المكونة من المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا وكندا ونيوزيلندا – أو مجموعة أوسع من دول D10 التي تتكون من مجموعة الدول الصناعية السبع بالإضافة إلى الهند وكوريا الجنوبية واليابان، في مشروع مشترك لتسريع إيجاد بدائل لهواوي.
وبالنظر إلى أن أستراليا قد استبعدت هواوي من شبكات (5G)، وتدرس كندا إمكانية اتباع المسار نفسه، فإن بريطانيا تأمل أن تتمكن من إقناع هذه البلدان وغيرها للمساعدة في تنويع السوق.
واكتسبت فكرة إيجاد بدائل لهواوي – التي نوقشت لأول مرة العام الماضي وفقًا لمسؤولين أمنيين بريطانيين – زخمًا جديدًا بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على شركة الاتصالات الصينية، مما أجبر بريطانيا على مراجعة قرارها للسماح لهواوي بلعب دور محدود في شبكات (5G).
ووجدت المملكة المتحدة نفسها في مأزق الآن، إذ إن العقوبات تهدد أمن سلسلة التوريد الخاصة بهواوي، وتقوض قابليتها للبقاء، لكن لا توجد بدائل لهواوي دون تكبد تكاليف وتأخيرات أعلى بكثير في طرح (5G).
ومن المقرر أن يناقش (روبرت أوبراين) Robert O’Brien، مستشار الأمن القومي الأمريكي، شبكات الجيل الخامس مع نظرائه من فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا على هامش احتفالات يوم الباستيل في باريس هذا الأسبوع.
لكن المناقشات بين مجموعة دول D10 لم تسفر عن إجراءات ملموسة بسبب الإحباط الأمريكي من الموقف البريطاني المؤقت من هواوي، وقال أحد المسؤولين الأمريكيين المطلعين على المبادرة: إن أي تعاون سيكون مشروطًا بقرار المملكة المتحدة هذا الأسبوع.
ويبدو أن موافقة لندن على تكنولوجيا الشركة الصينية في شهر يناير – بالرغم من تحذيرات واشنطن من أن هذا سيسمح لبكين بالحصول على باب خلفي للتجسس على الاتصالات في المملكة المتحدة – قد قوض الثقة.
وتحرص بريطانيا على ضم حلفائها لتقوية منافسي هواوي – نوكيا وإريكسون – وجلب البائعين الجدد إلى السوق والاستثمار في تكنولوجيا (OpenRAN)، التي تسمح لشركات الاتصالات بشراء الأجهزة الجاهزة من مجموعة من البائعين، بدلاً من الأنظمة المصممة خصيصًا.
وتسعى المملكة المتحدة أيضًا إلى تحديد المعايير المشتركة التي من شأنها زيادة التشغيل المتبادل بين الأسواق، وتحاول الولايات المتحدة تنفيذ الكثير مما تقترحه المملكة المتحدة، بالإضافة إلى الضغط على الحكومات الأخرى لاستبعاد هواوي.
وقد أطلقت الولايات المتحدة (Blue Dot Network)، وهي عبارة عن مبادرة مشتركة بين القطاعين العام والخاص بالتعاون مع أستراليا واليابان لاعتماد شبكات البنية التحتية في جميع أنحاء العالم من أجل الشفافية والاستدامة والتنمية، وتعتبر هذه المبادرة كمنافس لمبادرة الحزام والطريق الصينية.
وبالرغم من أن هواوي ليست مؤسسة مملوكة للدولة الصينية، لكن القروض الصينية الرخيصة ومشاريع البنية التحتية المدعومة تُعد حافزًا قويًا للدول لاستخدام تكنولوجيا هواوي.
وتسعى الولايات المتحدة أيضًا إلى تسريع تطوير تقنية (OpenRAN)، لكن ظهور النتائج الملموسة قد يستغرق سنوات، وتهدد المخاطر بالوضع السوقي للمنافسين الحاليين لشركة Huawei.
ويقول مدير المركز الأوروبي للاقتصاد السياسي الدولي في بروكسل: أطلقت الولايات المتحدة مجموعة متنوعة من المبادرات، من ضمنها دعم بدائل مفتوحة المصدر حيث لا تستطيع هواوي المنافسة، لكن لا يوجد ضمان حتى الآن بأن مثل هذه التقنيات ستعمل على نطاق واسع.