ربما تلك الحكاية هي الصورة التقليدية لشريحة ليست قليلة من مدمني المواد المخدرة والتي تبدأ وتحدث بسبب غياب الرقيب والموجه، حيث ينشغل الوالدين في جمع المال لتوفير حياة كريمة من وجهة نظرهم لأبنائهم وفي سبيل ذلك لا يجدون الوقت الكافي لمتابعة ابنائهم وفرض نوع من الرقابة والتوجيه على ما يدور في حياتهم.
صاحب القصة هو شاب عشريني يدرس في أحد الجامعات وقد عمل اهله على توفير كل ما يحتاجه من اموال من اجل مصرفات الجامعة والدروس والمذكرات كما كانوا يعتقدون مما ساعد على توفير قدر كبير من الرفاهية في حياة هذا الشاب.
مع عدم وجود الرقيب والموجه للشاب كانت رفقته رفقة سوء وهم من بدءوا يزينون له فكرة تجربة نوع جديد من المواد المخدرة التي بدأت في الانتشار في الآونة الأخيرة، فأقبل على تلك التجربة كنوع من الفضول مع ايهام نفسه بأنه يستطيع السيطرة والتوقف متى ما اراد.
استمر الحال بالشاب سنوات وهو يتناول المخدر حتى سيطر عليه وأصبح حاله يتحرك من سئ إلى أسوء إلى أن كانت الفاجعة، حيث كان الشاب عائدًا من إحدى سهرات وجلسات التعاطي فكان والده في انتظاره وحينما رأى ما وصل إليه ابنه خر الرجل مغشيًا عليه اثر ازمة قلبية.
لم تكن تلك هى الصدمة القاتلة في حياة هذا الشاب وإنما كانت الكاشفة التي جعلته يعيد التفكير فيما يقوم به فقرر التوقف والحصول على العلاج، وهنا خضع الشاب لبعض الأنواع من الفحوص وهنا كانت الصدمة القاتلة فهو مصاب بنوع نادر من امراض المناعة بسبب التعاطي الطويل للمخدرات وهو في طريقه للموت.