تدور أحداث القصة حول ثلاثة شيوخ ذو لحية بيضاء طويلة, ذات يوم جلسوا في فناء منزل في قرية نائية, يسكنه عائلة تتكون من أربعة أفراد زوج, وزوجته, ومعهما زوجة ابنهم المهاجر بحثا عن العمل .
ما حدث في الصباح الباكر:
خرج الزوج باكرا إلى عمله، أما الزوجة وزوجة الابن فكانتا مشغولتين بطهي الطعام, وتنظيف المنزل فخرجت الزوجة لرمي القمامة خارج المنزل, فرأت الثلاثة شيوخ جالسين في فناء المنزل, فطلبت منهم الدخول, وتناول الطعام؛ فسألها أحدهم هل زوجك موجود؟، فأجابته لا, فقالوا لها إذا لن نستطيع الدخول إلى أن يرجع زوجك.
ما حدث عند غروب الشمس:
وعند غروب الشمس رجع زوجها إلى المنزل منهك من العمل الشاق, وطلب من زوجة ابنه تحضير الطعام، فالجوع يكاد أن يقتله, وقبل أن يأكل قالت له زوجته: انتظر هناك ثلاثة رجال بانتظارك يجلسون في الفناء منذ الصباح, وهم أيضا يتضورون جوعا، ورفضوا الدخول قبل أن تأتي، فقال لها: اذهبي وقولي لهم أني أنتظرهم فليتفضلوا فذهبت زوجته, وطلبت من الرجال الثلاثة الدخول, ولكنهم قالوا لها: لا نستطيع الدخول معا! , وإنما واحدا تلو الآخر، فاختاري من بيننا، فأشار أحدهم إلى آخر وقال لها إنه يُدعى “الثروة”, وهذا “النجاح”, وأنا “المحبة”, فمن منا يأتي معكِ أولا؟!، الثروة، النجاح أم المحبة، اذهبي وشاوري زوجك, فذهبت إلى زوجها, وأخبرته بما حدث، ففرح زوجها وقال: يا له من شيء رائع!
فقالت له أيهم ستختار؟، فقال لها “الثروة “, لنصبح أغنياء, ويمتلئ المنزل بالثروات، فقالت له زوجته ولما لا نختار “النجاح”, فمع “النجاح” تأتى “الثروة”, فسمعتهم “زوجة ابنهم” عندما كانت تحضر الطعام في المطبخ, فاقترحت عليهم اختيار”المحبة”, فمع “المحبة” نشعر بالسعادة, والطمأنينة, ويعم السلام, والأمن والأمان وبالمحبة تُبنى الشعوب وتتقدم، فقال الزوج لزوجته: سنأخذ برأي زوجة ابننا لقد أعجبني رأيها, فاذهبي وقولي للمحبة يتفضل فذهبت “الزوجة”, وطلبت من “المحبة” أن يتفضل, وعندما نهض “المحبة”, وهو وفي طريقه إلى المنزل اتبعه كل من”الثروة” و”النجاح”, فاندهشت الزوجة!, وقالت لقد قلت” للمحبة “,قلت أن يتفضل.
فقالوا لها: لقد أذنتِ للمحبة بالتفضل, وكيف لنا أن نستطيع الابتعاد عنه فأينما تتواجد “المحبة” تتواجد “الثروة ” ويتواجد “النجاح”، لو أنك أذنتِ للثروة أو للنجاح كان لتفضل بمفرده وظل الاثنان ..
الشاهد في القصة:
إن للمحبة سحر في تآلف القلوب، إذ يعم الرخاء والازدهار أينما وُجدت، يجب على الجميع التحلي بسمة المحبة “حب لأخيك ما تحبه لنفسك”.