يظهر لي أخي وفقك الله أن الفرق بنهما في المعنى وفي شروط عمل كل منهما وفي عمل كل منهما :
فـ " لا " النافية للجنس
حرف يعمل للدلالة على نفي الحكم عن جنس أسمها بغير احتمال ، لأكثر من معنى واحد .
لعمل " لا " النافية للجنس عدة شروط هي : ـ
أ ـ أن يكون حكم النفي بها شاملا جنس اسمها كله ، و أو تكون نافية أصلا .
نحو قوله تعالى : { لا إكراه في الدين }
ب ـ أن يقصد بنفيها التنصيص ، لا الاحتمال ، فإذا لم تفد في حكم نفيها عن الجنس التنصيص ، أو الاستغراق ، كانت " لا " نافية للوحدة ، عاملة عمل " ليس "
نحو : لا لاعب في أرض الملعب .
ج ـ ألا تتوسط بين عامل ومعموله ، بمعنى : ألا تكون مسبوقة بعامل قبلها يحتاج لمعمول بعدها ، كحرف الجر ، بل لابد أن يكون لها لصدارة في الكلام ، فإن وقعت غير ذلك بطل عملها .
نحو : حضرت إلى المدر بلا تأخير .
د ـ تنكير اسمها وخبرها ، فإن لم يكونا نكرتين ، أهمل عملها ، وكررت ، وعندئذ لا تكون من أخوات " إن " ، ولا تعمل عمل ليس ، وبعدها تكـون الجملة مبتدأ وخبرا . نحو : لا الغني مرتاح ولا الفقير مرتاح .
هـ ـ عدم الفصل بينها وبين اسمها ، فإذا فصل بينهما أهمل عملها ووجب تكرارها أيضا . نحو : لا في الإهمال منفعة لأحد . لا فيها إنس ولا جن .
وهي تنصب اسمها وترفع خبرها
أما " لا " العاملة عمل ليس
فهي لنفي الوحدة العاملة لأنها لا تنفي الحكم عن جميع أفراد اسمها .
وتعمل بالشروط الآتية ، وإن كان عملها عمل " ليس " على قلة .
أ ـ أن يكون اسمها وخبرها نكرتين . نحو : لا رجل مسافرا .
ب ـ ألا يتقدم خبرها على اسمها . فلا يجوز أن نقول : لا رجلا مسافر .
ج ـ ألا يتقدم معمول خبرها على اسمها إلا إذا كان شبه جملة .
نحو : لا في الدار أحد موجودا .
د ـ ألا يكون خبرها محصورا بإلا ، فلا تقول : لا طالب إلا متفوقا .
هـ ـ ألا تتكرر ، لأن نفي النفي إثبات ، وهي لا تعما إلا في النفي .
وهي ترفع اسمها وتنصب خبرها
ـــــــــــــ
بتصرف من موقع الدكتور / مسعد محمد زياد