غريب !
أيُّها الغريب دعك مكانك،
لا تُفتِّش عن ظِلٍّ
سيغادر إن غربت شمسه،
وحلَّ الظلام،
سيغادر إن تجهّم وجه السماء بالسُّحب ..
أيها الغريب دعك من الركض،
لا تحاول أن تمد يدك.
لا تبحث عن غريب
ليرافق غربتك،
فإنك وإن ظننت أنك ستختار
الغرباء بعناية،
وتجعل لهم مقراً فاخراً،
ومكاناً مجهولاً للنكت الغريبة،
وللضحك بجنون،
وللركض بغير استقامة،
فإنك لن تعود أدراجك،
ولن تكون شخصاً عادياً،
ستعود أشلاءً مقطّعة،
وكأساً من الأحزان مترعة،
سترى أنّ البيت ماعاد بيتك،
بل جدران مُصدّعة،
سترى أنّك أخطأت الطريق،
وغرّتك الظنون،
وركبت البحر دون أشرعة...
أيها الغريب
كُن غريباً فقط
في زمن عزّ فيه الغُرباء،
فهم وحدهم السعداء
وإن طالت غربتهم
واستوحش بهم المكان والزمان ...
فطوبى حينها للغرباء..
طوبى للغرباء...
م