مالي أراك بكلّ طرف تُطرَفُ
وإذا حُجِرْتَ مع المحاجر تَطرُفُ
أسقتك من غيث تنزّل وابلاً
مُزنُ المشاعر والمشاعرُ رَفْرَفُ ؟
أتميلُ في أعماق نفسكَ للهوى؟!
أم حين تنظر غادة تسـتظرفُ؟!
يا قلبُ قل لي : كيف تَعلقُ دائماً؟
لهفي عليك ، وأنت صبٌّ مرهفُ
تُعطي الوداد ولا تُسائل بعده،
كم أنت يا قلبي تودُّ و تألفُ ؟
تسبيك كلّ جميلة فتحبّها
و إذا تميل مع الجمال تَعطَّفُ
كم ذا أخيط جراح عشقك ويحها
أَلِكُلّ عشقٍ فيك جرحٌ ينزفُ؟
وأراك تلظى في هبوب بَرُوْدَةٍ ,
وتصير ناراً إنْ حوَتك الحرجفُ
وتصير مثل الطّير يرقص موجعاً،
أدهاكَ إعصار يهزّ و يعصفُ ؟!
بالله قل لي : هل رمتك محبّة
فيها العجائب ، سرُّها لا يُكشفُ؟
ماذا تُداري من غرامك يا فتى ؟
وهل الغرام وإنْ حرصتَ يُغلَّفُ ؟
يا قلب كم أتعبتني بحكاية
ضجَّت بها آهاتنا والأحرفُ؟
وَلَكَمْ صبرنا و العذولُ موائمٌ ،
يأتي بزُورٍ ، في الكلام يٌزيِّفُ
وَلَكَمْ سهرنا نشتكي من جفوة ،
أشقى بسيلِ دموعها وأُكَفْكِفُ؟
أتقول إنَّك في المحبة موغلٌ؟
إنّي لأدري ذاك منك وأعرف
ُ
مهلاً يكاد الوجد فيك يغالني
وأنا أكادُ من الجوى أتقصَّفُ
دعني أعِشْ هذي الحياة محبّةً
دعني بهذا الحبِّ دوماً أُوصَفُ
إنَّي أحبُّ الطَّيرَ يقبِضٌ في الفضا
وعلى الغصون يفيضُ فِيَّ ويغرِفُ
وأحبُّ ماء النَّهر يجري رِقَّةً
ويغارُ منه إذا يلينُ الكُرسُفُ
وأُحبُّ أشجار الحدائق تنثني
حين النَّسيم يهزّها و يُهفهِفُ
كم كنت أُغضي في اللّقاء من الحيا؟
وغضاضتي تبدي الهوى وتُعرِّف
ُ
و الله ما قصد العدالة لائم
كلاّ ولا هو في المحبَّة يُنصِفُ
دعني فلستُ من المحبَّة واجماً
كلاّ و لا أنا بالشّجون مُغَطرِفُ
رشيد دياب