القنطرة هي جسر صغير على نهر في النهروان شرق بغداد كانت قديما بلدة لها اربع ابواب وسور محيط بها
خرج الامام علي عليه السلام لحرب الخوارج المتحصنين بها والذين اعلنوا الخروج عن الطاعة وتكفير كل مسلم ليس منهم ولا يقول بقولهم فكانوا يقتلون المسافرين والقوافل وينهبوها حتى انهم قتلوا صحابيا وبقروا بطن زوجته في طريقهم
حاصرهم الامام وجعل الحسن على بابها الشرقي والحسين على بابها الغربي ومحمد ابن الحنفية على الشمالي
فجائه العباس عليه السلام وهو صبي فقال
ابتاه جعلت اولادك على ابواب النهروان ولم تجعل لي بابا
يابني أنت غلام صغير بعد.
قال: يا أبتاه ألم تجاهد بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنت غلام صغير ؟
قال (ع): نعم يا ولدي.
قال: وأنا الشبل من ذاك الأسد أسألك بعيش عاشه رسول الله (ص) إلا ما جعلتني على ذلك الباب.
قال علي (ع): إن أمامه نهراً وعلى النهر قنطرة واني أخشى عليك منهم في مثل هذا المكان.
قال العباس: القنطرة لي وإنا لها وانا ولدك.
قال (ع): وأنت كفؤ كريم دونك يابني ما تريد.
قال عبدالله بن حازم الخارجي: لما صرخ علي صرخته المعروفة خلنا الحيطان تتجاوب معه فلذنا بالفرار فلما صرنا إلى الباب الشرقي إذا بالحسن (ع) هناك فلما رآنا حمل علينا وصاح فينا قائلا: أمن قبلي تفرون وأنا ابن أمير المؤمنين !
فملنا إلى الباب الغربي فحمل علينا الحسين (ع) وهو ينادي: أمن قبلي تفرون وأنا ابن سيد الوصيين !
فصرنا إلى الشمالي وإذا بفتى أسمر اللون حمل علينا وهو ينادي: أنا ابن قائد الغر المحجلين
فسألت عنه فقيل: هذا محمد بن الحنفية .
فعند ذلك صاح بعضنا ببعض ويلكم عليكم بباب القنطرة .. الهرب الهرب من سيف علي وسيوف أولاده فلما صرنا إلى القنطرة إذا نحن بغلام صغير قد جثى على ركبتيه وعيناه تقدحان وبيده سيف وبالأخرى فرس فحمل علينا وهو ينادي: أمن قبلي تفرون وأنا ابن الموت الأحمر أنا ابن علي !
فما ترى إلا رؤوساً طائرة وأكفاً نادرة وما زال يقاتل حتى انكسر سيفه فكان يأخذ بالفارس وهو على القنطرة ويرمي به في النهر حتى أدركه أبوه علي (عليه السلام) وقد انهزم القوم فحمله و وضعه على صدره وهو مبتسم وقبّله ما بين عينيه وقال له: بارك الله فيك يابني إني مدخرك ليوم أعظم من هذا اليوم .
فأجابه قائلاً: لأنعمنك عيناً وأنا ولدك .
قال (ع): كفؤ كريم
في بعض أيّام صفّين خرج من جيش أمير المؤمنين شاب على وجهه نقاب، تعلوه الهيبة، وتظهر عليه الشجاعة، يقدّر عمره بالسبع عشر سنة، يطلب المبارزة، فهابه الناس، وندب معاوية إليه ابن الشعثاء، فقال: إنّ أهل الشام يعدّونني بألف فارس، ولكن أرسل إليه أحد أولادي، وكانوا سبعة، وكُلّما خرج أحد منهم قتله حتّى أتى عليهم، فساء ذلك ابن الشعثاء وأغضبه، ولمّا برز إليه ألحقه بهم، فهابه الجمع ولم يجرأ أحد على مبارزته، وتعجّب أصحاب أمير المؤمنين من هذه البسالة التي لاتعدو الهاشميين، ولم يعرفوه لمكان نقابه، ولما رجع إلى مقرّه دعا أبوه أمير المؤمنين ، وأزال النقاب عنه، فإذا هو قمر بني هاشم ولده العبّاس