.
عاهرةٌ طيبةٌ تنامُ بكوابِيسِها
I
قلتُ لَها لحظةَ استردّتْ شَفتَيها:
مِنْ هُنا تَخرجُ الأسماءُ
مِنْ هُنا تُدخِلُ الملاعقُ،
حافّةَ الفِنجانِ،
الفيروساتِ والعَدْوَى..
II
اتْبِعيِني..
ثمّةَ مَقبرةٌ مكيّفةٌ فِي البيتِ
مَقبرةٌ بسريرٍ واحدٍ
تَنتهي غالباً بِظلالٍ سامّةٍ
سنأكلُ اللّعنةَ ببطءٍ وفرحٍ
نشربُ غُبارَ الكُتُبِ،
والأسطواناتُ الموسيقيّةُ المخزّنةُ
فِي غرفةِ النَّوم ِ
رُبَّما سَأوصِيِ بِها للنّارِ
أَو رُبَما يبيعونَها لتسديدِ
قروضِ البنك ِ
والمقاهِي.
III
تَعَالي..
سَأُطفئُ الأنوارَ عَمْداً
وأناديكِ: حبيبتي
فتستيقِظ حَواسيَ الخَمسُ فِي أطرَافِي
خُذِي أصَابعي لأنها لا تمسكُ بشيء
لا تلمسُ أحداً إلا وبكيتُ بعدَه وحيداً..
حرِّرِي يديَ اليُمنَى من الذلِّ و الأرَقِ،
والإشارة لسائِقي التاكسي آخرَ الليل
خُذي الجلدَ.. واللحمَ..
والعظمَ الذي لم أشربْ لَه ما يَكفِي
من لبنِ الماعزِ والأبقارِ
خُذي عَينيَّ لتستدِلِّي بِهما على قَبري
لتنظُرِي إلى ما فعلَه اللهُ بعبدهِ الفقيرِ
ولتسأليهِ عمَّا يَلزمُه من القرَابينِ..
IV
اقتُلِينِي لَو تستطيعينَ
سأُعِدُّ لكِ المسرحَ والضَّوءَ
وأسرِقُ عيونَ الشّهود قبلَ الجريمةِ
سأكتبُ وصيَّتِي الأخيرةَ
لأبرِّئكِ مِن دَمِي
راقِبي أنفاسِي جيّداً
سأكشِفُ لكِ وحدَكِ
كيفَ دفعتُ ثمَنكِ
من مصروفِ البيتِ والإيجارِ
لتجدِي طريقةً مبتذلةً
لتدفعِي ثمنَ الأكلِ والإيجارِ
V
أنَا وأنتِ وحيدان كفئران تتكرّرُ، دونَ أن تضيفَ شيئاً للتوازُن الطبيعيِّ، فما معنَى أن تكونِي طيِّبةً هكذا ورخيصةً، وما معنَى أَنْ أكون طيِّباً هكَذا ورخيصاً لأشتريكِ بثمنِ قميصٍ أو حذاء ؟
مَا مَعنَى أَن تستقبِلي الشّهواتِ المفاجِئةَ
دونَ أن تقولي: لا ؟
منقوول