.
عودة دون كيشوت
….
(أراك وقد اتكأت مُسنِدًا ظهرك على طرف كنبة الأنتريه..
مادًا ساقيك، مغمضًا عينيك.. تتوخَّى الدقَّة في التعبير)
اقرَئِينِي كما أنا…
لا كما تُحبِّين..
اسأليني عن الجبروتِ أحيانًا..
عن الضعفِ المخزونِ في خلفيَّةِ القلْبِ..
عن رحلتي بين الشكِّ واليقينِ لساعاتٍ معدودة..
حناني حدَّ الرقَّة..
صرامتي حدَّ التوحُّش..
إدماني الوحدةَ رغم زِحامِ حياتي بالأصدقاء..
أمنحُهم ما تعرفين…
فلا تظلِّي تُطالبينني أنتِ أيضًا بالحِلم..
…
الوجعُ شِعارُ المرحلةِ أيُّها الفارِسُ النبيل…
حيثُ لا سِهَامَ في جُعْبَتِك..
فَقَطْ بِضعُ أُوقياتٍ من شفافية…
قيراطَا محبَّة…
قدرةٌ لا نهائية على التسامُح!
تعفو عن كثيرٍ ممَّن سبقَ القولُ عليهِم..
لكنَّك لن تُحارِب طواحينَ الهواء..
تظلُّ مرهوبَ الجانِب..
عاشقَ التحديات..
وتِدًا بين رفاقِك..
تُتقِنُ رَفْعَ الخَيمَةِ..
لا مانِعَ من خيطِ استبدادٍ يغلِّف تصرُّفاتِك
في بعض المواقِف..
أيُّها المانِحُ/ المانِعُ/ المُتفضِّل..
المعتدُّ بذاتك..
المتناقِضُ لمساحةٍ من الوقت في صفاتِك..
هل آنَ أنْ تحتويهم جميعًا في جيبِ عَباءتِك؟!
أم لا زالَ الوقتُ هجيرًا وسراباتٍ
تُتوهَّم على الطريق؟!
العودةُ منحة..
العفوُ هبة..
أخيرًا..
إنَّ الكرَمَ ليذبَحُ أحيانًا كخيطِ حَرير..
منقوول