ليس هناك جدال على أن الإبداع في التصميم والتعامل مع المساحات بذكاء شديد بمثابة حِرفة وموهبة لا يمتلكها الكثيرون، والمدهش في الأمر أننا اليوم أمام مشروع أخاذ لمنزل عائلي خضع لتصميم وتنفيذ إحدى الشركات المتخصصة في الديكور، والتي يتحلى خبرائها بتلك السمات الفريدة من نوعها في وقتها هذا،
مشروعنا اليوم ببساطة هدفه التأكيد على شيء غاية في الأهمية، وهو أن هناك فن يُدعى بفن استغلال المساحات، والذي يكون تحدي لأي خبير، حيث يظهر قدراته الإبداعية ومهاراته في التعامل مع المساحة مهما كانت محدودة أو سيئة التقسيم، وهذا ما يبرر أنه لا يمكن أن يلجأ إليه سوى المحترفين.
اسمحوا لنا بأن نبدأ جولتنا بهذا المشروع الآن!
غرفة المعيشة وحسن التنسيق
أول غرفة نرصدها معًا بهذا المشروع المنمق، هي غرفه المعيشة، والتي كما هو واضح أمامنا في الصورة المعروضة أنها تتمتع بقدر كبير من التناسق بين مكوناتها الديكورية، بالإضافة إلى ذكاء استغلال المساحة، حيث لم يستعن الخبراء بالكثير من قطع الأثاث هنا بقدر ما حرصوا على تزويدها بما هو عملي فقط، فنجد أن الغرفة قد تأثثت بأريكة ثلاثية أنيقة تزينها منسوجات بخامة قطيفية فاخرة ذات لون أزرق قاتم، ومعها مقعد آخر مريح أشبه بالشيزلونج بتصميم معاصر، وكذلك طاولة قهوة بسطح خشبي كبير يستوعب العديد من الأغراض لها أرجل معدنية متينة رغم رفعها، يدونها سجادة تجمع كل ما سبق من عناصر فوقها لتضع أُطر محددة للغرفة، وتفصلها نسبيًا عما يحيط بها من غرف.
يَحُد الغرفة من جهة اليمين، مكتبة كبيرة مذهلة صُنعت من أجود خامات الخشب وبها العديد من الأرفف، أما من جهة اليسار، فنرى أصيص زرع ضخم وفخم بلون يتماشى مع النغمات الديكورية للمساحة ككل، أما عن الجهة الخلفية للغرفة، فدعونا نكتشف ما تحويه مع الصورة التالية!
تراس أكثر من رائع خلف المعيشة
تفاجئنا هذه الزاوية لغرفة المعيشة أن بخلفيتها يقع التراس الخارجي لهذا المنزل، والذي يحظى بمساحة طولية كبيرة نجح الخبراء في استغلالها على أكمل وجه لتكون امتدادًا عمليًا لصالة المعيشة العائلية، فزينوا أرضيته بنوع أخاذ من الأحجار الطبيعية ذات اللون الرمادي، وبنوا به أيضًا مقاعد ثابتة متلاحمة مع بعضها البعض على امتداد السور، والذي زودوه فيما بعد بمائدة مستطيلية الشكل ومجموعة مقاعد أخرى؛ ليحوّلوه إلى غرفة طعام خارجية تقضي بها العائلة المقيمة بالمنزل أمتع الأوقات.
نلاحظ مع هذه الزاوية لغرفة المعيشة والتراس الخارجي أن هناك حدًا فاصلًا بينهما يمنح كلًا منهما بعض الخصوصية، هذا الحد الفاصل عبارة عن باب كبير منزلق أو جرار -كما يطلق عليه- البعض، اختار الخبراء أن يكون من الزجاج الشفاف ليُظهر للجالسين مشهدًا بانوراميًا مذهلًا للمساحتين الخارجية والداخلية على حد سواء.
غرفة الطعام تشارك المعيشة في مساحتها
يتبين لنا الآن من هذه الزاوية لصالة المعيشة، أنها تخبئ لنا مفاجأة أخرى غير التراس الخارجي، وهي اندماجها مع غرفة الطعام بنفس المساحة، حيث يفصل بينهما القليل من الأمتار، ومع ذلك نجد أن تلك الثانية -وهي غرفة الطعام- لها سماتها الخاصة التي تميزها هي وحدها عن غيرها من غرف هذا المنزل، كالألوان الفاتحة، والتصميم شديد العصرية، والتي رغم اختلافها، إلا أنها تتماشى مع ديكورات وألوان المساحة المعيشية، وينُم ذلك بالتأكيد على براعة الخبراء.
دعونا نلقي نظرة أكثر وضوحًا على غرفة الطعام ونطّلع على تفاصيلها الكامنة مع الصور التالية..
غرفة الطعام بإطلالة عصرية ساحرة
لأن الخبراء يدركوا جيدًا ما قد يلحقه تكدس قطع الأثاث من ضرر بإطلالة غرفة الطعام وغرفة المعيشة نظرًا لكونهما بنفس المساحة من المنزل، قاموا باستبعاد كلًا من البوفيه وخزانة عرض أدوات المائدة من غرفة الطعام، واكتفوا فقط بمائدة غاية في الأناقة والرقي بتصميم معاصر، ومجموعة مقاعد رائعة عددها الإجمالي ستة.
نتفاجئ مرة أخرى مع هذه الصورة أن المطبخ يتشارك المساحة أيضًا مع غرفة الطعام وليست غرفة المعيشة وحدها، وهو ما يفسر لنا استبعاد الخبراء لما سبق من عناصر ديكورية شبه أساسية بأي سفرة. دعونا نشاهد معًا فيما يلي صورة أقرب لمكونات المطبخ!
المطبخ.. وكثير من التفاصيل
رغم أن المطبخ بسيط التصميم إلا أنه كثير التفاصيل، وهو أمر نابع من مكوناته العديدة، من وحدات تخزينية مدمجة تغلف جميع الجدران، ومائدة جزيرة ضخمة تشمل هي الأخرى مساحة تخزينية ذكية، هذا بالإضافة إلى كلًا من الأرفف المعلقة التي تعتليها حيث أنه مثبتة بالسقف، والبار الحميمي المؤثث بنخبة من أجمل المقاعد.
يتزين المطبخ كما هو واضح أمامنا ببالتة ألوان هادئة يترأسها اللون الرمادي الفاتح الذي ينشر هدوئه بأرجاء المكان، هذا بالإضافة إلى جلسة جانبية مفتوحة على المطبخ، نلمحها جهة اليسار، يمكن أن يستغلها قاطني المنزل في تناول الطعام وربما الجلوس فقط من أجل الاستمتاع بنسمات الهواء الخارجية بين الحين والآخر حتى لا يشعروا بالملل عند إعداد الطعام.
جلسة مغربية سحرية
نختتم جولتنا بهذا المشروع مع جلسة مغربية ساحرة بمعنى الكلمة، تقع بالجانب الأيمن من صالة المعيشة، ونلمس معها مرة أخرى تطبيق مثالي لفن استغلال المساحات الذي اتبعه الخبراء بكافة غرف هذا المنزل، واستغلوه أيضًا بهذه المساحة التي كان من الممكن أن تكون مهملة بلا أية ديكورات أو قطع أثاث، لكن مثلما نرى بالصورة، هي الآن مجلس مريح يغمره التناسق.
كان اقتناء جلسة نصف دائرية بهذه المساحة راجعًا في الأساس إلى أن التصميم الداخلي للغرفة نفسها والذي يتألق بالشكل ذاته، أما عن النوافذ الضخمة، فقد تزينت بلمسة ديكورية مفرغة تناسب طبيعة النمط المتبع في تأثيث الغرفة.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميليان
