أظهرت بحوث ودراسات جديدة أجريت في جامعة الملكة ماري في لندن وأيضًا في الأكاديمية الصينية للعلوم أن كاميرات المراقبة المنزلية من الممكن أن تجلب اللصوص للمنزل عندما لا يتواجد أحد فيه.
في الواقع، أن التطور التكنولوجي الذي جلب معه العديد من الأدوات التقنية الذكية، أضاف ذلك الكثير من الراحة بالنسبة للأشخاص، ومن بين أهم تلك الأمور هو أن الشخص بات قادرًا على مراقبة منزله عندما يكون بعيدًا عنه.
ولكن على الرغم أن هذه الأدوات الذكية توفر وسائل الراحة، إلّا أنها توجد بها نقاط ضعف خطيرة، حيث اتضح أن كاميرات الأمن والمراقبة في المنزل يمكن أن تخون صاحبها، والفكرة هنا أن الكاميرات ذاتها التي من المفترض أن تحمي الممتلكات، قد تكون هي الوسيلة التي تنقل من خلالها المعلومات للمخترقين لتنبيههم إلى الأوقات التي يكون فيها الشخص بعيدًا عن المنزل.
وبالفعل، أظهرت دراسة قام بها باحثون أمنيون من جامعة الملكة ماري في لندن والأكاديمية الصينية للعلوم في بكين أن هذا الامتياز الذي يحصل عليه الشخص من خلال تركيب كاميرات أمن ومراقبة لممتلكاته قد ينقلب إلى إخفاق ذريع، بحيث قد تمنح هذه الكاميرات كل خصوصيتك للمخترقين.
وبهذا الخصوص، قال غاريث تايسون، وهو محاضر بارز في جامعة الملكة ماري في لندن، وأحد المشاركين في هذه الدراسة من خلال بيان: "أصبحت هذه الكاميرات شائعة الآن في المنازل في جميع أنحاء العالم، وعندما تصبح هذه الأدوات أكثر انتشارًا في كل مكان، من المهم الاستمرار في دراستها ومعرفة مخاطر الخصوصية المحتملة".
وفي التفاصيل، عندما قام هؤلاء الباحثون بإجراء هذه الدراسة، حصلوا على مجموعة بيانات من مزود كاميرات أمن رئيسي في الصين، وتغطي هذه البيانات ما يقارب 15 مليون بث مأخوذة من 211 ألف مستخدم نشط.
وكانت هذه الكاميرات مركبة لأغراض الأمن المنزلي، ومتصلة بالإنترنت ولا تتطلب جهاز كمبيوتر لتحميل البثوث على الإنترنت، وهي من بين الانواع التالية: 360, Nest, Netgear, Hikvision, XiaoMi.
وهذه الكاميرات كانت تقوم بتخزين كل ما يتم بثه على منصة سحابية، مما يجعل جميع الفيديوهات والمحتوى الذي عليها متوفرًا عن بعد وسهل الوصول إليه دون الاعتماد على أي ذاكرة داخلية وخاصة بصاحب تلك الكاميرا بحسب ما قاله الباحثون.
وعلى الرغم من حقيقة أن تلك الكاميرات المخصصة للأمن المنزلي والمراقبة يوجد عليها محتوى قابل للعرض فقط لمالك الماكيرا، إلّا أن المخترقين "الهاكرز" يمكنهم تتبع البيانات التي تحمّل على المنصة السحابية "Cloud"، وذلك لمعرفة إذا ما كان هناك أحد في المنزل أم لا.
إذًا، يمكن للـ"الهاكر" معرفة متى يكون الشخص في المنزل بناءً على سرعة التحميل وكمية البيانات التي تصدرها الكاميرا، وكل ذلك من دون النظر فعليًا إلى البث المباشر.
ويتطلب هذا الأمر بعض التقنية، إلّا أن أي مخترق يمكنه أن ينشيء برامج لأتمتة العملية بكل سهولة، ولمكافحة هذه المخاطر، يتوجب على مالكي الكاميرات أو الشركات المنتجة لهذه الأدوات أن تقوم بضخ بيانات عشوائية في النظام، بحيث يصبح الأمر صعبًا على المخترق لتمييز إذا ما كان هناك أحد في المنزل.
ولكن وفي هذه الأثناء، يمكن لأصحاب الكاميرات المنزلية حماية أنفسهم، من خلال تنشيط الكاميرا بشكل مصطنع لإحداث تشويش في تدفق البيانات المحملة على المنصة السحابية، وهذا بحسب ما اقترحه الباحثون لتلك الدراسة، وبالتالي سيكون من المستحيل على المخترقين التوصل لأي استنتاجات حول مكانك الفعلي وحول وجودك في المنزل من عدمه.