بحث عن المجموعة الشمسية شامل مع المراجع
نستعرض معكم بحث عن المجموعة الشمسية ، خلق الله سبحانه وتعالى الكون وأبدع خلقه في نظام متكامل يسمح للإنسان بالحياة بداخله، فما بين خلق السماوات والأرض لا يمكننا إلا أن نسبح الله ونحمد فضله.
ولا يقتصر خلق الكون على السماء والأرض فقط، بل هناك مفهوماً أبعد وهو الفضاء الخارجي، الذي يضم في داخله مجرة درب التبانة والتي تحتوي على العديد من الأنظمة الفضائية ومنها النظام الشمسي أو المجموعة الشمسية، والتي يمكن تعريفها بكونها مجموعة من الكواكب والكويكبات والنيازك والمذنبات والأقمار التي تدور حول النجم الأضخم والأكبر حجماً وهو الشمس، بالإضافة إلى الوسط الكوكبي وهو عبارة عن سحابة غازية رقيقة تدور بداخلها كل المجموعة الشمسية.
وتقع الشمس في مركز هذا النظام أو المجموعة الشمسية وتربط جميع أجزائه بجاذبيتها، فهي المصدر المسؤول عن إشعاع الضوء والحرارة اللذان يجعلان الحياة ممكنة على الأرض، كما أنها الجرم السماوي الأكبر فيه بكتلة تصل إلى 99.8% من أجمالي كتلة المجموعة الشمسية.
وسوف نتناول بالتفصيل معلومات عن المجموعة الشمسية والتي تعرف كذلك بالنظام الشمسي وفي الإنجليزية (Solar System) وهو نظام نجمي يتضمن كافة صور الحياة وهو ما يتكون من الشمس والغلاف الشمسي المحيط بها والذي يتواجد في يتألف من فقاعية مغناطيسية هائلة تحتوي الغالبية العظمى من الأجرام المعروفة بالنظام الشمسي والمتمثلة في المجال المغناطيسي الشمسي والرياح الشمسية.
كما أن كافة الأجرام السماوية ترتبط جاذبياً مع الشمس داخل ذلك النظام وأولها الثمانية كواكب بالأقمار جميعها، بالإضافة إلى أن الكواكب الثلاث القزمة التي تم اكتشافها حتى عصرنا الحالي ومن بينها بلوتو إلى جانب الأقمار المعروفة الأربع والأجرام الصغيرة الأخرى التي تبلغ من العدد ما يفوق المليارات التي تم تصنيفها بكونها مذنبات أو كويكبات ونيازك، وتعد الشمس هي مركز المجموعة الشمسية
بحث عن المجموعة الشمسية
لقد بدأ استخدام مصطلح الكوكب قديماً من رواد الفضاء للتمكن من التعبير عن الأجرام السماوية السبعة التي كان يمكن رؤيتها بوضوح قديماً قبل أن يتم اختراع التلسكوب الفضائي، وهي الشمس والقمر التابع لكوكب الأرض، عطارد، الزهرة، المريخ، المشترى، زحل.
ثم تم إطلاق اسم كوكب على الأجسام كبيرة الحجم التي تدور حول الشمس ليتم إضافة كلاً من كوكب أورانوس، نبتون،بلوتو إلى المجموعة الشمسية.
ثم تم استبعاد كوكب بلوتو من المجموعة الشمسية لصفاته الطبيعية الشاذة عن صفات بقية الكواكب في النظام الشمسي، حيثُ وضع الاتحاد الفلكي الدولي عدداً من الشروط التي يجب أن يستوفيها الجرم السماوي حتى يتم تصنيفه ككوكب ضمن كواكب المجموعة الشمسية ، وتلك الشروط هي:
- أن يدور الجرم في مدار ثابت حول الشمس.
- أن يكون الجرم ذو كتلة كبيرة كافية ليتمكن من إزالة الحطام الصخري والجليد من محيطه المداري.
- أن يكون الجرم قد تشكل عن طريق جاذبيته الخاصة إلى شكل دائري أو بيضاوي.
وقد فشل كوكب بلوتو في تحقيق الصفة أو الشرط الأول، فهو لا يدور في مدار ثابت حول الشمس بل يدور بشكل جزئي حول حزام كايبر.
لذا فإن كواكب المجموعة الشمسية المعترف بها حالياً ضمن النظام الشمسي هي:
- الكواكب الأربعة الأقرب إلى الشمس والتي تٌسمى الكواكب الأرضية وهي عطارد، الزهرة، الأرض، المريخ.
- الكواكب الأكثر بعداً عن الشمس والتي تُسمى الكواكب العملاقة وهي ( المشترى، زحل، أورانوس، نبتون) .
- وما بين الكواكب الأقرب والأبعد يقع بينهما العديد من الأجسام ضئيلة الحجم والتي يطلق عليها الكواكب القزمة أو الكويكبات.
صفات كواكب المجموعة الشمسية
- يمثل كوكب عطارد أصغر كواكب المجموعة الشمسية، بينما كوكب المشترى هو أكبر كواكب المجموعة الشمسية.
- ويُعد كوكب نبتون هو أبعد كواكب المجموعة الشمسية وأكثرها ظلاماً وبرودةً لانخفاض درجة الحرارة.
- كوكب الأرض هو الكوكب الوحيد في المجموعة الشمسية الذي توجد به حياه.
- يتميز كوكب الزهرة بغلافه الجوي السميك، الذي يجعله أكثر كواكب المجموعة الشمسية سخونة وحرارة.
- يحيط بكوكب زحل الكوكب السادس في المجموعة الشمسية سبعة من الحلقات المتجمدة التي تمنحه منظراً جذاباً.
ويُعرف القمر بأنه الجرم الفلكي الذي يدور حول الكوكب أو الكويكب، ونجد أن هناك في المجموعة الشمسية ما يقرب من 182 قمراً يدور منها 173 حول كواكب المجموعة الشمسية الثمانية والتي سنتعرف عليها فيما يلي بالتفصيل.
الكواكب الأرضية
كوكب عطارد
- كوكب عطارد هو أول كواكب المجموعة الشمسية وأكثرها قرباً من الشمس، حيثُ يمكن رؤيته بوضوح دون استخدام الميكروسكوب وذلك لقربه من كوكب الأرض، بينما يمثل كوكب عطارد الكوكب الثامن في النظام الشمسي من حيثُ الكتلة والحجم، وقد واجه علماء الفلك صعوبة كبيرة في بداية رصد كوكب عطارد بسبب قربه الشديد من الشمس.
- لا يدور حول كوكب عطارد أية أقمار
كوكب الزهرة
- يُعد كوكب الزهرة الكوكب الثاني من حيثُ القرب عن الشمس، وقد أطلق العلماء على كوكب الزهرة توأم الأرض نظراً للتشابه الكبير بينهما في الحجم والكثافة والكتلة والموقع النسبي عن الشمس، وعندما يظهر كوكب الزهرة في السماء فإنه يكون لامعاً وفي غاية الجمال، لذا قد أطلق عليه العلماء اسم نجمة الصباح.
- لا يدور حول كوكب الزهرة أية أقمار.
كوكب الأرض
- تُعد الأرض الكوكب الثالث من حيثُ القرب عن الشمس، وهو الكوكب الوحيد الذي يوجد على سطحه كافة العوامل الطبيعية التي تسمح بحياة الإنسان، والأرض عبارة عن جسم كروي مفلطح الشكل فهي ليست مستديرة بالكامل.
- يدور حول كوكب الأرض قمراً واحداً فقط (قمر الأرض)
كوكب المريخ
- يُعرف كوكب المريخ أو الكوكب الأحمر كما يطلق عليه العلماء بأنه الكوكب الوحيد الذي يمكن مشاهدة الظواهر الجوية والسطحية الخاصة به بواسطة التلسكوبات من كوكب الأرض، ويمثل كوكب المريخ الرابع من حيثُ البعد عن الشمس والسابع من حيثُ الكتلة والحجم، ويتخذ الكوكب اللون الأحمر المغطي لسطحه نظراً لغبار أكسيد الحديد أحمر اللون الذي يغطي سطحه.
- يدور حول كوكب المريخ قمرين هم فوبوس وديموس
الكواكب العملاقة
كوكب المشترى
- يُعد كوكب المشترى هو الكوكب الأضخم في المجموعة الشمسية، ويمثل الخامس من حيثُ قربه عن الشمس، ويلمع هذا الكوكب في السماء بشكل كبير، فهو من ألمع الأجرام السماوية ليلاً بعد قمر الأرض وكوكب الزهرة، ويحوي كوكب المشترى على مصدر داخلي للحرارة ينتج طاقة حرارية تفوق ما يستقبله الكوكب بأكمله من الشمس، كما أنه لا يحوي سوى عنصري الهيليوم والهيدروجين.
- يدور حول كوكب المشترى 67 قمراً .
كوكب زحل
- يُعدل كوكب زحل هو الكوكب السادس في المجموعة الشمسية من حيثُ القرب من الشمس، وأكثر ما يميزه هو السبع حلقات الدائرية الصلبة التي تدور حوله، مما يمنحه منظراً خلاباً وسط الكواكب، ويمثل زحل الكوكب الثاني في المجموعة الشمسية من حيثُ الحجم والكتلة بعد كوكب المشترى، وهو الكوكب الأكثر سطوعاً في المجموعة الشمسية، وقد كان جاليليو هو أول عالم فلك إيطالي يتمكن من رصد كوكب زحل بالتلسكوب في عام 1610م.
- يدور حول مدار كوكب زحل 62 قمر.
كوكب أورانوس
- يمثل كوكب أورانوس الكوكب السابع من حيثُ قربه من الشمس في المجموعة الشمسية، وقد تم التعرف عليه لأول مره في عام 1781م باستخدام التلسكوب، ويتميز اورانوس بلونه الأخضر الممزوج بالأزرق مما يمنحه منظراً رائعاً ويعود ذلك إلى تواجد غاز الميثان في الغلاف الجوي الخاص به والذي يقوم بدوره بامتصاص الأطوال الموجية الحمراء لأشعة الشمس.
- يدور حول كوكب أورانوس 27 قمر.
كوكب نبتون
- يُعد كوكب نبتون الكوكب الثامن الأخير في المجموعة الشمسية وذلك بعدما تم استبعاد كوكب بلوتو، والذي لا يمكن رؤيته سوى بالتلسكوب لبعده عن الأرض، وهو الكوكب الثالث في المجموعة الشمسية من حيثُ الكتلة والحجم.
- يدور حول كوكب نبتون 14 قمر.
كيفية نشأة المجموعة الشمسية
- بدأت المجموعة الشمسية في التكون منذ حوالي أربعة ونصف مليار عام ويرجع السبب في ذلك إلى انهيار سحابة ضخمة كثيفة مكونة من الغازات والغبار وقد تم الاعتقاد أن انهيار تلك السحابة يرجع إلى موجة صادمة نتجت عن انفجار نجم قريب يعرف بالمستعر الأعظم (Supernova).
- وقد تشكل نتيجة لذلك الانهيار ما أطلق عليه السديم الشمسي (Solar Nebula) وهو قرص التفافي دوار، ومنذ بدأ الأمر كانت جاذبية مركز ذلك السديم تقوم بجذب الأشياء إليها مما ترتب عليه في النهاية خلق ضغط شديد بالمركز مما أدى معه إلى دمج ذرات الهيدروجين فيما بينها لينتج عنه الهيليوم ومنه انطلقت كمية طاقة هائلة تكون عنها الشمس.
- حدث ذلك حينما كانت المواد المتباعدة بالسديم تجتمع معاً لكي تشكل كتلة عظيمة تصدم مع بعضها البعض مشكلة بدورها أجسام ذات حجم أكبر من كتلتها الأصلية والتي أصبح بعضها كبير الحجم بالدرجة التي تكفي حينما يتم إجراء مقارنة بينها وبين الجاذبية الخاصة به لتكون جسم كروي فيما بعد مستقل بذاته يعرف الواحد منه بالكواكب، الأقمار الصغيرة والكواكب القزمة، بينما ما تبقى من أجزاء صغيرة لم يكن في اتحادها ما يكفي لتكوين كوكب لتصبح جزء من حزام الكويكبات، وأجزاء أخرى صغيرة متبقية تكون منها الكويكبات فيما بعد وكذلك المذنبات والنيازك وأقمار غير منتظمة صغيرة.
حجم المجموعة الشمسية
- لا يقتصر النظام الشمسي على مدارت الثماني كواكب المعروفة فقط بل إنه يمتد إلى أبعد من ذلك حيث يضم حزام كايبر وهو ما يقبع خلف مدار كوكب نبتون وهو أبعد الكواكب إذ يوجد حلقة تتضمن الكثير من الأجرام الجليدية صغيرة الحجم بل هي أصغر من الكوكب بلوتو القزم تعرف بحزام كايبر، وما بعد ذلك الحزام هو سحابة تعرف بسحابة أورت (Oort cloud)، تتواجد على هيئة قشرة عملاقة كروية محيطة بالنظام الشمسي وإلى الوقت الحالي لم يتمكن العلماء والباحثين من رصد تلك السحابة ولكنهم قد تنبؤوا بكونها بأنها موجودة وفقاً لعدد من النماذج الرياضية وما تم رصده من الكثير من المذنبات.
- وقد نشأ الغلاف الشمسي الذي تم وصفه بالفقاعة المغناطيسية نتيجة الرياح الشمسية والتي تتكون من تيارات من الغازات المشحونة كهربائياً والتي تصدر عن الشمس بكافة الاتجاهات، وقد أطلق على الحد الذي يبدأ من نطاقه تباطؤ حركة الرياح وسرعتها بشكل فجائي نتيجة ما يقع عليها من ضغط من الغازات البين نجمية وهي تمثل صدمة النهاية (Termination Shock) والواقعة على بعد 80-100 وحدة فلكية.
- وقد حدث أن تمكنت سفينتان فضائيتان تابعتان لوكالة ناسا الفضائية وذلك عام (1977م) من تجاوزها إذ أن المسبار الفضائي فوياجر 1 (Voyager 1) قد تمكن من ذلك عام (2004م)، بينما المسبار فوياجر الثاني قد تمكن من ذلك في عام (2007م) وهو ما تم التصريح بشأنه أنه سوف تمر آلاف الأعوام دون أن يتمكن هؤلاء المسبارين من الخروج عن سحابة أورت.
مكونات المجموعة الشمسية
تنقسم المجموعة الشمسية إلى عدة مكونات تبدأ من الشمس ومن ثم تمتد إلى الخارج وفقاً لما سوف نعرضه من الترتيب التالي:
الكواكب الداخلية
- تتكون المجموعة الشمسية من كواكب أربع داخلية (Inner planets) وهي المريخ، الأرض، الزهرة، عطارد، تلك الكواكب تتكون بشكل رئيسي من الصخور والحديد وفي الوقت ذاته يتشابه جميعها في الحجم والتركيب مما جعلها تعرف بالكواكب الأرضية، وقد ورد أن الأرض تمتلك قمراً واحداً أرضياً هو ما يدور حولها بينما كوكب المريخ له اثنان من الأقمار الطبيعيان هما ديموس (Deimos)، وفوبوس (Phobos).
حزام الكويكبات
- يقع ذلك الحزام والمعروف في الإنجليزية بـ(Asteroid Belt) فيما بين كوكبي المشترى والمريخ، وقدره العلماء وجود ما يزيد عن 750,000 كويكب في أقطار تكبر عن الواحد كيلو متر، إلى جانب ملايين الكويكبات الأخرى الصغيرة.
- كذلك يضم ذلك الحزام كوكب قزم يعرف بسيريس بلغ قطره 950 كم، تدور جميع الكويكبات تلك بمدارات تجعلها قريبة من الشمس عند نقطة محددو مما جعلها تؤدي إلى الكثير من التصادمات فيما بينها وبين كوكب الأرض وباقي الكواكب الداخلية.
الكواكب الخارجية
- تضم نبتون، أورانوس، زحل، والمشترى، وهي كواكب ذات حجم عملاق لها طبقات سميكة تتألف من الغازات، ويقع بين تلك الكواكب الأربع عشرات منة الأقمار ذات التركيب المختلف سواء الصخرية أو الجليدية، والبركانية مثلما هو الحال مع المشترى.
- تقترب تلك الكواكب في التكوين مع الشمس حيث جميعها يتألف معظم كتلتها من غازي الهيليوم والهيدروجين، ولا يمتلك أحدها سطح صلب أسفل الطبقات الغازية تلك، وهو ما ترتب عنه تمييع مكوناتها الداخلية.
حزام كايبر
- يتكون (Kuiper belt) من كواكب جليدية مثل المذنبات وخلفها يقع مدار كوكب نبتون وقد تكون كايبر مما تبقى من النظام الشمسي، إذ أن تلك الأجزاء الباقية المتطايرة لم تكون كوكباً لانخفاض كثافة سطح سديم الشمس بموقعها.
القرص المتفرق
- تعد أقراص الجرم المتفرق (Scattered Disc) هي ذاتها الأجرام التي تقع ما بين حزام كايبر وتبلغ قيمة حضيضها الشمسي (Perihelia) وهي النقطة الأقرب للشمس ما يتراوح بين (30-48) وحدة فلكية، وهناك اعتقادات تذهب إلى أن نسبة الموجود من تلك الأجرام بالقرص المتفرق يبلغ 1% فقط من نسبتها الكلية ببداية النظام الشمسي.
الغلاف الشمسي
- يعرف بـ(Heliosphere) وهو غلاف أقرب في الشبه من الفقاعات ويتكون من أجزاء ثلاث أولها صدمة النهاية (Termination Shoc) ويمثل الجزء الداخلي من الغلاف، والثانية هي حافة الغلاف الشمسي (Heliopause) وتمثل جزء الغلاف الخارجي.
سحابة أورت
- تتكون تلك السحابة من عدد من مجموعة قطع جليدية تتألف من الحطام الفضائي، تلك التي يوازي حجمها الجبال وقد يزيد تدور حول الشمس على مسافة واحد وستة من عشر سنة ضوئية، وقد شغلت سحابة أورت من الفضاء مسافة شاسعة تتراوح ما بين خمسة آلاف حتى عشرة آلاف وحدة فلكية.
- وقد تم إيضاح الوحدة الفلكية بكونها تلك المسافة ما بين الشمس والأرض التي تبلغ مائة وخمسون كيلو متراً، كذلك يمكننا القول أن سحابة أورت تمثل الحدود التي تؤثر بها الجاذبية الشمسية، إذ أن كل ما بين تلك السحابة والشمس من أجرام سماوية يدور في مدارات حول الشمس.