فيا وطني لقد دفنوا نصفك المحترق
في نصفك الحيّ ، وأَنتَ تمسك دجلة والفرات..
ولمْ تكُ تدري أّنَّ نهراً ثالثاً من الدماء سيجري بينهما..
وتقسمُ بهما ليطمئن الفقراء ..هما شارباك
وما زالت سنابك خيلِ الكتل الكونكريتية تَطحَنُ قلبكَ
فاللّيلُ قاتمُ في ذي قار وطام في بابل ودامٍ في البصرة ،
وهكذا دواءٌ لك في المدن كلّها
والآلآف بينَ قتيلٍ وجريح ..
والصجم يخبزُ الشباب في بغداد
والقناص يضربُ بالكصة لو ينطيهابالعين ،
فهل نَفَخَ في الصور ..؟!
ومتى تُطيبُ بالخير أَوقاتُنا يا عادل سلوم ؟
وهل هي أَوقات أَيّها الصادحُ المحكيُّ
أَمّ إنها نواعيرٌ تدورُ بنا في بزول جهنُّم وقيعانها
وتسلمنا تسلوم يد الى خزنتها الذين تعرفنا عليهم
في الدنيا قبل أَنْ نصلَ إليهم في الآخرةِ..
طفلةٌ حافيةٌ ترقصُ تحتَ وابل من الرصاص
في الطريق الى المدرسةِ وهي تجرُّ خلفها
حقائباً من الأسى ،
وكان أسمها زيتونةً وقلبها ينبضُ كالغصن
يميل مع الرصاص يميناً وشمالاً
ولا يسمعُ جرسَ الدرس الأول
فيعود منكسراً الى قفصه ..
لقد أحدودبت ظهورُ أطفالنا
وأعشوشبَ الضيمُ في صدورهم
فهم يكاتبونَ الله بدموعهم
وما من بلدةٍ طيبةٍ ومسئوولٍ كريم ..
حسناً أيّها السادة ..
اتركوا القصور التي بناها الطاغية الأغبر
من قلوبنا ،
وتنازلوا عن امتيازاتكم الألهية ولو لشهرٍ واحدٍ
وأسكنوا ما طابَ لكم المقامُ
أَنتم وعوائلكم في خيم المهجرين ،
وقرروا من يصلح ومن لا يصلحُ
وانتم الصالحون ..!
م