ألا تشعرين بأنّا فقدنا الكثير وصار كلاماً هوانا الكبير ! فلا لهفةٌ, لا حنين ولا فرحةٌ في القلوب إذا ما التقينا ولا دهشةٌ في العيون ! ألا تشعرين بأنّ لقاءاتنا جامدة وقُبلاتنا باردة, وأنّا فقدنا حماس اللقاء وصرنا نجاملُ في كل شيء وننسى, وقد يرتمي موعدٌ جثّة هامدة ! فنكذبُ في عُذرنا, ثم ننسى ! ألا تشعرين بأنّ رسائلنا الخاطفة غدت مبهماتٍ قصيرة, فلا حسّ, لا روح فيها ولا عاطفة, ولا غمغمات خيالية ولا أمنيات, ولا همسات مثيرة ! وأن جواباتنا أصبحت لفتاتٍ بعيدة, كعبءٍ ثقيلٍ نخلّصُ منه كواهلنا المتعبة ! ألا تشعرين بِدُنيا تهاوت ودنيا جديدة ! ألا تشعرين بأن نهايتنا مرّةٌ مرعبة, لأنّ نهايتنا, لم تكن مرّة مرعبة !...
م