مساء وامنيات ’’’

شتاءاً قارس طويل وشاطئ مهجور ورمال جرداء قاحلة وسفن محطمة بالية امام كوخي ... وكرسي خشبي عتيق يحتضنني وفلسفة سيجار ودخان يتكرر بين لحظات ولحظات ,,, وقبعة تعتمر رأسي في دجى ليالي حالكة طويلة ,,, مع هدوء سرمدي يستوطن الاروقة ’’’’’’’ هو ملاذي الوحيد للغرق فيه كل ليلة ,,,, فوضى أفكار ولفيف من ذاكرة أمل منهكة ,,, هي ما يدور في رأسي في مشهد درامي تلقائي عقيم يكرر نفسه وسط فانتازيا انعزالية بعيداً عن عقول صاخبة وضجيج الحياة ’’’’’’ سيناريو قاتل لا يرحم هواجسي ووجداني المضطربة ... ذات ليلة موحشة كئيبة ,, ولنفس المشهد المكرر ,,, قدم أملي بلا استئذان ’’’ زف لي فرحة غمرت قلبي ولن تتكرر ,,,,,, أنثى مغتربة قادتها صدفة أحزانها عند بقعتي المنسية ’’’’ انطوت المسافات وتوقف الزمن ’’’’’ منحتني قبساً من نور هائل ,,, كان شيئا لا يمكن وصفه ’’’’ تجدد كل شيئ في المكان ,,, أطياف من الألوان ,,, وزهور تملئ المكان ’’’’ وفراشات رقيقة المنظر تطير بجمالية من المعاني ,,,, رونق من الحياة بدء بلحظة قدومها ,,,,,بخطوات واثقة تقدمت نحوي ’’’’’ تغمرها ابتسامة رغم انكسارها الداخلي ’’’’’’ توقفت أمامي قائلة ,,,, عزيزي هل لي بولاعة ,,,,,اشعل بها سيجاري ,,,, وقفت مندهش من شدة جمالها وسحرها الخلاب ’’’’ عبثاً حاولت التركيز عن حقيقة ما يجري ,,, لم أفهم ماذا حصل من ثورة انقلاب رومانسية في اروقة مكاني الذي غمره الزمن بغبار معتق أزلي ’’’’’’ اختلج قلبي مزيج من الخوف والسعادة ,,,,, مزيج من الواقعية والخيال ’’’’’ كأني انتظرها منذ الف عام ,,,,, قلت لها خذي من ناري ,,, اجابت بشيئ من النرفزة ’’’ يا ادم نارك ليس سوى أنانية وفضولية من الموج الغادر ,,, اعطني ولاعه من لطفك ’’’’’ لم اشأ ان اخسر لحظات فردوسية معها ’’’’’ مددت يدي في جيبي واخرجت منه ولاعتي الأنيقة لها ,,,,, اشعلت سيجارها الفاخر ونفثت الدخان في وجهي ,,

كأنها متوجعة من ادم ’’’’ استنشقته بلهفة وحنين وشوق مجنون ...واغمضت عيناي لأغوص في جمالها وانوثتها ’’’’’ فتحت عيناي وقلت لها كرري يا سيدتي ,,,,,,,, احتاج المزيد .. قالت .. انت طماع .. قلت .. أحمق ان لم اطمع برحيق شفتيك ,,,,, تبسمت بشيئ من الأثارة والطغيان والتعالي .. ليزيد من جمالها الفاحش .. اجابت بسخرية .. يا سيدي مع فائق احترامي ,, وقد قللت من احترامي .... انا متعاطفة مع تسولك ... اجبتها وقد كتمت غضبي ,,,,, دخانك المتصاعد من شفتيك الطاغيتين بجمالهما ليس سوى رسالة همس ومداعبة لثغري العذب ,,,, صمتت لبرهة كأنها ادركت ان في تحدي رجولة ادم ليس سوى كبت وقتل لمشاعرها واحاسيسها وضياع في عزلة موشحة بالسواد الدامس ’’’’ قالت ما أسمك ,,, قلت لها (احمد) ,,,,, اجابت مع غصة في انفاسها نفس اسم عشيقي الخائن ... رغم ذلك اتشرف يا احمد ,,,, قلت لها الشرف لي بوجودك يا ؟؟؟ قالت .. وما شأنك بأسمي ,, قلت لها كشأنك بأسمي ,,,, قالت بعد ان داعبت سجارها ( سمر ) وأنا مغتربة .... ولا تسأني اكثر لو سمحت لأني اغيب في عالمي وخصوصيته . اجبتها بفكر مغرور ...أنا متمرد في فلسفة لا منطقية ولا قيود تمنعني

,,,, قالت بعصبية ...لا تخرج عن تهذيبك ... والا سوف اعيدك الى زمنك البائس ... كأنها صفعتني واسقطت قبعتي ... انحنيت مرغم ولجمت شجاعتي كسيد نبيل ورفعت قبعتي لها ,,,, ولم اتجرأ ان اقبل يدها خشية رحيلها ... قالت اعتذارك مقبول .. حسناً لا بأس هذا يكفي .... أحسست انها تتلذ بتعذيبي لتضمد جراحها العميقة ,,, كنت اردد بداخلي وانا انظر لعينيها السرمديتين... نداءات الأسترحام منها .. لكن لا يعود من استغاثتي سوى صدى المزيد من العذاب .... اه ما اجملها من ليلة ... رغم قساوة السمر فيها ... أوشك سيجارها على النفاذ ... قلت لها اطفئيه في يدي .. استطرقت ثم قالت مستغربة ...هذا هراء ... لا تبالغ .. وما الذي يدفعني لفعل هذا .. انا لست حاقدة مثلكم يا بني ادم ... قلت .. احتاج لسعة استفيق منها وادرك انك حقيقة مطلقة .. قالت هات يدك .. اطفئت السيجار بيدي وكم تلذذت هي بنظرها لي وانا اكتم المي .. قالت لماذا لم اسمع منك اه واحدة .. قلت لها اجمل شعور احسسته منذ لحظات ... انغمر المطر وزاد الحديث جمالا وشوقا ... فتحت مظلتي لأحميها من زخات المطر المنهمرة ... رفضت ذلك ... قالت دع المطر يغسلني ويخفف عني ألمي .... لبيت رغبتها .... قالت بألم مجتمعكم التافة ينظر الى وجود الأنثى كحقارة رغباتكم .... قلت لها لأبث فيها روح التفائل ... يا سيدتي هناك نوادر من القلوب الشجاعة ... قالت .. هل تدلني على قلب شجاع يحمله فارس لأحتمي عنده .... قلت لها اتبعي احساس قلبك .. لن يخذلك .... كم تمنيت ان اضع قلبي بين يديها ... قالت .. لديك أمنية ... قلت .. بلى .. قالت قلها ... قلت .. احتاج منك زيارة اخرى .... قالت .. ربما في ليلة اخرى قادمة

...لكن لن اعطيك وعد ... اجبتها وكيف أحيا بدون وعد منك .... قالت لن اخذلك رغم ان احدكم خذلني .. قلت وما ذنبي في خطيئة غيري صمتت وهي تنظر الى الشاطئ ... قالت كرهت الرجال ثم رددت قائله المهم .... انتظرني كل ليلة .. كل يوم .. كل لحظة ... سوف اعود وربما امكث معك اطول مما مكثته في هذه الليلة .... قلت لها بالله عليك اعطني تاريخ ... ابتسمت وقالت ... بعد عشر سنوات .. هل تنتظر .. قلت لها انتظر وقد خنقتني العبرة ..... قالت لا تقلق سوف اعود سريعاً .... تجدد املي وذابت روحي في ما قالته .... وأصبح ضجيج امنيات يستوطنني ... وبينما انا كذلك اقتربت مني بحذر وقد تناثر منها عطرها الخلاب ,,, همست بصوتها الدافئ الحنين ... سوف اذهب يا احمد ... منذ اكثر من ساعتين وانا هنا .. قلت منذ لحظتين لا اكثر .. قالت هذا احساسك ..اجبتها بنعم .. ايقنت انها خائفة من تكرار ما حصل معها في تجربتها الأولى ... كانت تحتاج لثقة كبيرة ودفعة معنوية ونفسية لتخرجها الى بر الأمان .. قلت لها سمر ... انتي في بر الأمان ..لم تجب ثم اعطتني ظهرها وقالت ربما لنا لقاء ... اردت ملامسة شعرها لأشعرها بأمان اكبر لكن المحاولة معها كانت مجازفة ... ربما الطاولة الفاصلة بيني وبينها اثناء حواري معها كانت هشة ومنحنية ليس فيها سوى خيوط ضئيلة جدا من الثقة ... لكنها لم تسقط ... كلمة اخيرة نطقتها سمر .. انتبه لحالك يا صديقي ولا تعطي لأحد اكثر من ثقتك .... ثم تقدمت نحو طريق الرحيل .... كأن الرمال ابتلعتها ..... رحلت سمر وتركتني بدياري الموحشة .. ومنذ رحيلها وانا كل ليلة اتأمل مجيئها كما جاءت في اول لقاء .....رغم وحدتي الا اني كنت ابكي تحت المطر .... اعرف انها اللحظة تقرأ كلماتي واحرفي وغيثي .... عودي ... واضيئي بطيفك الليالي الحقيرة .....
انا انتظر وانتظر وانتظر ’’’
بقلمي ...