بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


ان كيفية قبض الروح تختلف بين انسان وآخر بما يتناسب مع عمله وحالاته الروحية.
هذا صحيح، ان سكرات الموت شديدة وصعبة‌ على كل انسان مؤمناً كان او كافراً بحكم شدة الالفة والانس بين الانسان وبين متعلقات هذه الحياة‌ الدنيا.
اجل ولكن ثمة عدة نصوص شريفة تبين لنا عظمة الرأفة الربانية بالمؤمنين اذ تصرح بأجراءات معينة يأمر بها الله عز وجل لتخفيف شدائد الموت على‌ المؤمنين.
اذن لننقل طائفة من هذه الاحاديث الشريفة في هذا الباب ومن المناسب ان نشير اولاً الى ان الآيات الكريمة تميز بوضوح بين طريقة توفي الملائكة للظالمين وبين توفيهم للمؤمنين.
العياذ بالله من حالة الظالمين عند الموت فالآيات الكريمة تصرح بأن ملائكة الله يضربون وجوههم وادبارهم في تلك الحالة فتشتد عليهم سكراتها في حين ان الملائكة يتلقون المؤمنين بالبشرى والسلام، الامر الذين يهون عليهم سكرات الموت.
حديث قدسي رواه الشيخ المفيد في اماليه مسنداً عن الامام زين العابدين (عليه السلام) انه قال: قال الله عز وجل:
ما من شيء اتردد فيه مثل ترددي عند قبض روح المؤمن، يكره الموت واكره مساءته، فاذا حضر اجله الذي لا تأخير فيه، بعثت اليه بريحانتين من الجنة تسمى احداهما المسخية والاخرى المنسية فاما المسخية فتسخيه عن ماله واما المنسية فتنسيه امر الدنيا.
والمراد من المسخية اي التي تجعل الانسان سخياً يقطع اواصر التعلق بمظاهر الحياة الدنيا من الاموال والاهل والديار وغير ذلك وتكون النتيجة ان هذه الريحانة تسهل على الانسان اهم منابع صعوبة ‌وعسر الموت على الانسان وهو التعلق بالدنيا وشؤونها.
الانسان عامة ‌يرى وجوده بهذه المظاهر الدنيوية وكأنه يرى نفسه عدماً اذا فصل عنها فاذا نساها سهل عليه الانتقال الى العالم الآخر.
وقد تكون في تعبير الريحانة اشارة الى ان الله عزوجل يريه من مظاهر منزلته في الآخرة ما يجعله يدرك ان حياته الحقيقية ووجوده الحقيقي في العالم الآخر.
لعلها هي البشارة الالهية التي اشار اليها امير المؤمنين الامام علي (عليه السلام) في حديث الاربعمائة المروي في كتاب (خصال الصدوق) حيث يقول فيه (عليه السلام): «تمسكوا بما امركم الله به فما بين احدكم وبين ان يغتبط ويرى ما يحب الا ان يحضره رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما عند الله خير وابقى وتأتيه البشارة‌ من الله عزوجل فتقر عينه ويحب لقاء الله».
وفي الحديث العلوي المتقدم اشارة الى حضور النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله



تفصيل للبشارة‌ الالهية للمؤمن عند الاحتضار.
اجل فقد روي في الكتاب عن سيد الرسل (صلى الله عليه وآله) انه قال: اذا رضي الله عن عبد قال (يعني الله عزوجل عند حلول اجل هذا العبد): يا ملك الموت اذهب الى فلان فاتني بروحه... قد بلوته فوجدته حيث احب. فينزل ملك الموت ومعه خمسمائة من الملائكة معهم قضبان الرياحين واصول الزعفران، كل واحد منهم يبشره ببشارة سوى بشارة ‌صاحبه، ويقوم الملائكة صفين لخروج روحه معهم الريحان.
ثم يبين (صلى الله عليه وآله) اثر ذلك في حفظ المؤمن من مكائد ابليس في تلك اللحظات، فيقول: فاذا نظر اليهم ابليس وضع يده على رأسه ثم صرخ، فيقول له جنوده: مالك يا سيدنا، فيقول: اما ترون ما اعطي هذا العبد من الكرامة؟ أين كنتم عن هذا؟
قالوا: جهدنا به فلم يطعنا.