بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
هذه القصة لإحدى الفتيات من تركيا حيث تروي قصتها وتقول:
لقد أصبت في حادث مروري بشلل رباعي جعلني طريحة الفراش أكثر من خمسة عشر عاماً، امتلأ جسمي قروحاً وبدأ اللحم بالتآكل بسبب ملازمتي للفراش، ولا أستطيع القيام بأي شيء إلا بمساعدة أمي، لكن عقلي بحمد الله كان سليماً، رغم أنّ حالتي النفسية متدهورة تماماً، لقد فكرت في حياتي، وقلت: هل أبقى طول عمري هكذا؟ أعلم أنّ أمي لن تبقى معي دائماً فماذا أفعل؟
فكرت في أن أقوم بدور ولو صغير من أجل أن أخدم الإسلام، طلبت من بعض صديقاتي مجموعة من كتب الأدعية بالرغم من قلتها لدينا، لأننا من طائفة قليلة العدد في منطقتنا، فجلبن لي كتاب مفاتيح الجنان وكتب أخرى عديدة واشتريت آلة تسجيل صوت (مسجل) وقمت بقراءة الأدعية وتسجيلها، كما كنت أقوم بكتابة أحاديث أهل البيت وإرسالها بيد إحدى الصديقات لطباعة عدد من النسخ منها وتوزيعها على النساء، كما قمت بتأسيس صندوق صغير نجمع فيه المال، ونوزع على الفتيات اللواتي يردن الزواج.
لقد كانت هذه الأعمال، تملأ الفراغ القاتل الذي كنت أعيشه، لقد أحسست أنّ لدي دور في هذه الحياة، وبدأت النساء يأتين لزيارتي دوماً.
وفي يوم من الأيام قرأت بعض الأدعية وقمت بتسجيلها، وسلمت نفسي للنوم وبينما أنا غارقة بنوم عميق انتبهت على صوت رجل يكلمني وهو يقول انهضي يا (...) وقومي قبل خروجي، شاهدت رجلاً عظيم المنظر، كأنه رجل صحراء –لأن في تركيا من يلبس الملابس العربية يطلق عليه رجل صحراء بمعنى أنه أصيل- فلا أعرف ماذا أصابني، أحسست وكأن ماء يتدفق على أقدامي، فقلت وأنا مرتبكة: ولكنني لا أستطيع النهوض، فقال: "تستطيعين الآن هيا قومي من الفراش" رفعت جسدي قليلاً وإذا بالحياة تدب في جميع أطراف جسدي الميت حركت أقدامي ووضعتها من السرير على الأرض أطرقت نحو الأرض لا أرى أقدامي كيف بدأت تتحرك كنت فرحة تماماً، رفعت رأسي لم أجد ذلك الرجل الذي كلمني قبل قليل.
انتهت سنوات العذاب، وصلت إلى النور عن طريق نور الإمام المهدي، بعد أيام قمت بتسجيل هذه الحادثة وقام الناس بتناقل التسجيل ولكن الشرطة قامت بمصادرة جميع نسخ هذا الشريط.
المصدر: نساء تلتقي صاحب الزمان(عج): الشيخ أحمد العامري الناصري، ط1، دار المحجة البيضاء، بيروت، لبنان، 1430هـ- 2009م.