أنا وذكراكَ.. والشاي الذي بردا
غِب كيفما شئتَ.. إنّـا ها هُنا أبدا
.
لم يكذبِ الليلُ حينَ الليلُ أخبرني
أنّ الذي غابَ دهراً لن يعودَ غَدا
.
أنا كرهتُكَ -لا أُخفيكَ- من زَمنٍ
وصرتُ أكرهُ من كُرهي لكَ البلدا
.
ما ضرّ قلبكَ إذ أعطيتُهُ أملي
لو كانَ وفّى لأحلامي بما وعدا؟
.
لقد منحتُكَ احساسي وعاطفتي
وما رأيتُ عدا الإهمالَ.. والعُقَدَا
.
أذقتَني المُـرَّ تلوَ المُـرِّ، مُبتسماً!!
فالآن بُعداً وحرماناً.. ذُقِ النكدا
.
لو أنّ عُمري يعودُ الآنَ، عُدتُ بهِ
كي لا أُحبَّ.. ولا أُهدي الهوى أحدا
.
فقدتُ نفسيَ لمّـا صرتُ أتبَعُها
فعظَّمَ اللهُ أجري في الذي فُقدا
.
كم قلتُ للناس إنّي لستُ أعشقُهُ
خوفاً على الحُبِّ.. كي لا ينتهي كمدا
.
لأنّنا في زمانٍ كلّهُ حَسَدٌ
صرنا نُخادعُ حتّى نتقي الحسَدَا
.
الآنَ قُل لي: أَمَن أحببتَهَا، صَدقت؟
وقدَّمتْ روحها؟، أم قدَّمتْ جَسَدا!!
.
وهل كذبتَ عليها دونما خجلٍ
كما كذبتَ علينا.. بالبقا أبدا
.
ما أهونَ الحُبَّ في عينيكَ.. ألفُ يـَدٍ
إليكَ مُدَّت.. ولم تَمـدُد إليَّ يـَدا
.
أنا وذكراكَ والشاي الذي بردا
أن لا تعودَ.. سألنا الواحدَ الأحدا
حذيفه العرجي