ذاتَ العيونِ التي بالحسنِ تكتحِلُ
في مقلتيكِ بريـقُ الــوجدِ يشتعِلُ
لا تجحديهِ فقد بانتْ مـــلامحُهُ
أوْ تنكريهِ فقد بـــاحتْ بــهِ المُقـَلُ
مـــا للشّفـــاهِ إذا همّتْ تكلّمُنــا
تمَلّكَ الثََغْرَ إعصـــارٌ هــو الخَجـَلُ
تدمى الخدودُ حياءً عندَ رُؤيتنا
تفنى الحُروفُ وذاكَ الرّمْشُ ينسدِلُ
داري هواكِ وغضّي الطّرفَ آنستي
زيدي جفـــاكِ فــإنّ القلْــبَ يحتمِلُ
قالوا : جرَعْتَ كؤوسَ الذّلّ مِنْ يدِها
وَعِـزّةُ النّفسِ خُلْقٌ فيكَ يـــا رجـــلُ
قلتُ: الأحبََةُ كأسُ الموتِ مِنْ يدهِمْ
فيها الحياةُ لروحي وهْيَ ترتحِلُ
لا تعذلوني رفاقَ العُمْرِ إنَ بها
خلْقاً كريماً وحسْناً ما لهُ مثلُ
هذي ملاكٌ عيونُ الكونِ تحْرُسُها
فالْفجرُ في عَجَبٍ والبدرُ منذهِلُ
أمّا النُُجومُ ثريّاها وفرقدها
باتتْ تُكَبّرُ إجلالاً وتبتهِلُ
إذا تَبَسََمُ جُنّ الوردُ منتشياً
إذا تكلّمُ دنيا الفنّ تنخبِلُ
دنيايَ دنياكِ يا أحلى مُعَذّبَةٍ
في بحر عينيكِ يحلو الحُبُُ والغَزَلُ
قلبي وقلبُكِ قلبٌ هكذا امتزجا
كالثََغْرِ للثََغْرِ مأسورٌ وَمُعْتَقِلُ
كوني كما أنتِ كالأحلامِ غامضةً
فربََ ذي حُلُمٍ بالحلْمِ يأتمِلُ. ..
م