نحكي لكم هذه القصة على لسان صاحبتها حيث تقول أنها عاشت يتيمة في كنف عمها، حيث توفي والدها ووالدتها وهي صغيرة في حادث سير، فانتقلت كفالتها إلى عمها، ولقد عانت الأمرين في منزل عمها وزوجته، فلم يراعوا أنها طفلة يتيمة الأب والأم، وأن الله أمرنا أن نرفق باليتيم.
بل بالعكس كانت زوجة عمها تعاملها معاملة قاسية، وكان عمها يعاملها معاملة جافة، ودائما ما يشعر عمها انها حمل ثقيل وعبئ عليه ألا تكفية مصاريف زوجته وأولاده ليتكفل بغيرهم.
عاشت وتحملت هذه العيشة عل الله يبعث لها من ينجدها من بين أيديهم، وفي أثناء العام الدراسي لآخر سنة لها بالثانوية، تقدم لها أحد الرجال وكان أكبر منها بعشر سنوات، وكان سبق له الزواج من قبل، فرفضته ولم توافق وأ[دت رغبتها في تكملة دراستها، لكن عمها لم يعر أي اهتمام لرأيها، فأبلغ العريس بالموافقة على طلبه من الزواج من ابنت اخيه، وتم الإستعداد لمراسم الزواج وتم الزواج نفسه قبل أن تنهي عامها الدراسي بحجة أن الدراسة لا فائدة منها.
رضيت الفتاة بحالها علها تجد في زوجها وبيتها ما يعوضها عن حنان الأب والأم، لكنها وجدت العكس تماما، ففي صباح ثاني أيام الزواج طرق الباب بشدة وقام زوجها باستقبال الضيف القادم، لتفاجئ أن القادم ليس ضيفا بل أم زوجها أتت بشنطة ملابسها وعزمت على الإقامة معهم، رحب الإبن بامه ورحبت انا بها كذلك آملة ان أجد فيها حنان الأم الذي افتقده.
لكن هيهات هيهات فهذه أحلام يقظة، رأيت من حماتي ما لم أره من زوجة عمي، فكانت دائما تقوم بتسخين زوجي على وإتهامي بأشياء لم أفعلها، وكان زوجي يعنفني بشده أمامها، ثم تطور الحال إلى ان قام بضربي مرار وتكرارا، وكانت دائما تردد عليه قول اضربها واكسرها لتكون تحت طوعك ولا تخالف لك أمرا.
اتي الصيف لتكمل حماتي مهمتها السامية في تدمير حياتي، فكانت تتحجج بشدة الحرارة وتصر على أن تنام معي أنا وزوجي في نفس الغرفة بحجة ان التكييف لدينا أفضل من التكييف الذي بغرفتها، رغم أن التكييف الذي في غرفتها أحدث وأفضل من الذي في غرفتنا، واستمرت حياتي على هذا المنوال، حتى انني فكرت مرارا وتكرارا بالإنتحار لكني دائما ما استغفر الله وادعوه عله ينجيني مما أنا فيه.