النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

هاملت وماكبث : عندما نخضع الشخصيات الفنية للتحليل النفسي

الزوار من محركات البحث: 45 المشاهدات : 456 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: May-2014
    الدولة: حيث يقودني قلبي
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 85,880 المواضيع: 20,576
    صوتيات: 4586 سوالف عراقية: 663
    التقييم: 58705
    آخر نشاط: منذ 4 ساعات
    مقالات المدونة: 1

    هاملت وماكبث : عندما نخضع الشخصيات الفنية للتحليل النفسي




    من المؤكد أن للشخصيات المسرحية أهمية كبيرة في المسرحية؛ لما لها من حركات ودلالات تساعد في إيصال معنى ورسالة المسرحية للمشاهد. يحتوي النص المسرحي على العديد من العناصر التي تساهم فى صياغة الشكل والصورة النهائيين للنص المسرحي. لذلك تعتبر الشخصيات المسرحية من العناصر الأساسية المُشكِّلة لهذه الصورة، باعتبارها الأساس الذى يدور حوله النص المسرحي، والأساس الذي يرتكز عليه الحدث الدرامي. محور حديث اليوم سيكون هو أعمال شكسبير، وأبرزها هاملت وماكبث بالطبع. لكن قبلها، لنتحدث قليلًا عن الشخصيات المسرحية.



    من الممكن اعتبار الشخصية المسرحية موضوعاً لتشكيل الدلالة؛ فقد يكون النص المسرحي مبنيّاً على اعتبار الشخصية تشير على فكرة أو مضمون إنساني عام. يمكن تحليل الدلالات والإشارات المرتبطة بالشخصية بالاستناد إلى مجموعة من الرموز التي تساهم فى التعرف على طبيعة العلاقة بين الشخصية، والموضوع.

    لم تأتِ أهمية الشخصية بسبب قدرتها على تحويل الأحداث، وعرض الحياة والمتعة في النصوص المسرحية من خلال التوجيهات والأفكار، بل إن قيمتها الحقيقية تكمن بكونها رمزاً مليئاً بالمعاني والإيحاءات.

    *تنويه: يوجد حرق شديد لهاملت وماكبث*

    1- تحليل هاملت نفسيّاً



    ومن المسرحيات الهامة التي خضعت للعديد من التفسيرات والتحليلات النفسية هي مسرحية هاملت لكاتبها ويليام شكسبير. تدور أحداث المسرحية حول قصة انتقام الأمير هاملت من عمه كلوديوس، الذي تآمر مع مع والدته الملكة لقتل والده الذي كان ملكاً، بهدف الاستيلاء على العرش. تعد مسرحية هاملت واحدة من أطول مسرحيات شكسيبر، كما أنها تعد من أكثر الفنون الأدبية تأثيراً وقوة في العالم.

    هاملت وعقدة أوديب



    استنتجت بعض التحليلات النفسية التي درست شخصية هاملت في المسرحية إلى أن هاملت كان يعاني من عقدة أوديب. وهو مصطلح طرحه عالم النفس سيغموند فرويد، حيث أن عقدة أوديب الإيجابية تشير إلى الرغبة اللاشعورية الجنسية للأبناء تجاه الآباء، مع التقرب وحب الأمهات؛ أي أنه كان يغار من أبيه ويميل لوالدته.

    كما أشارت بعض الدراسات الأخرى إلى أن هاملت كان يخطط لقتل والده والاستيلاء على العرش والاستفراد بوالدته. ولكنه لم يستطع أن يحقق حلمه لأسباب بقيت مجهولة. وجاء مقتل والده على يد عمه بمثابة إنجازٍ له.

    يقول فرويد في تحليله لشخصية هاملت، أن شبح والد هاملت ما هو سوى تجسيد لرغبات هاملت الطفولية في قتل أبيه. وهاملت مثل غيره من الذكور البالغين، لا بد أن يكون قد مر بمرحلة عقدة أوديب، أما الشبح الذي يظهر لهاملت، هو تحقق لرغبة هاملت المبكرة في قتل والده، والزواج من والدته. ويصبح الأب في هذه المرحلة، غريم الابن في حب الأم وعواطفها. توضح لنا أخيراً ومن زاوية سايكولوجية دقيقة أن الشبح الذي كان يظهر لهاملت هو اللاوعي المكبوت عِند هاملت بالفعل.

    وربما أراد هاملت الانتقام من كلوديوس لأنه تمكن من تحقيق ما لم يتمكن من تحقيقه هو. ورأى البعض أن هاملت يعاني من عقدة أوديب لأن شكسبير كان يعاني أصلاً منها.

    إن قيام هاملت بمجموعة من التصفيات الدموية للعائلة الملكية في نهاية المسرحية، أدَّى إلى قتله، وقتل جميع أفراد الأسرة المالكة. حيث يُقتل هاملت في مبارزة مع خصمه لارتيس، شقيق حبيبته أوفيليا، وذلك بعد أن يجرحه بسيفه المسموم. كما يُقتل الملك أيضاً الذي حاك هذه المؤامرة لقتل هاملت. وأما غروترد فتشرب السم، لتتنهي المسرحية بمقتل جميع أبطالها. في الواقع نجد الأحداث الدموية حاضرة في معظم مسرحيات شكسبير، حيث أن للجريمة في أعمال شكسبير دلالاتها العميقة والغامضة. أراد شكسبير أن يوجه لنا رسالة توضح أن الإنسان الذي تملئه الرغبات والشهوات، يقع أمام هذه الأوهام والأمراض الاجتماعية صريعاً، ويكون قريباً جداً من الجريمة في حال توفرت له الأسباب لذلك.

    من الممكن أن يعود اختلال واضطراب شخصية هاملت في المسرحية بين العبقرية والجنون، إلى علة نفسية تصيب المبدعين وهي (الاضطراب الوجداني ثنائي القطب)، أو الهوس الاكتئابي. حيث يعاني صاحب المرض من تناوب فترات من الكآبة والأفكار السوداوية، تليها فترات من الفرح والابتهاج غير الطبيعي والتي تختلف عن الابتهاج الطبيعي. تدفع هذه الأعراض الشخص إلى القيام بأفعال طائشة وغير مسؤولة، وتؤدي أيضاً إلى التبدل المفاجئ للمزاج، وأحياناً يدفع رغبة الشخص بالانتحار وإنهاء حياته.

    2- تحليل مسرحية ماكبث



    ومن الأمثلة الأخرى على المسرحيات التي خضعت للتحليلات النفسية (بجانب مسرحية هاملت بالطبع) هي مسرحية ماكبث التي تعد من أكثر مسرحيات شكسبير عنفاً ودموية.

    تدور قصة المسرحية حول القائد الاسكوتلندي ماكبث الذي قتل ملكه دانكن طمعاً في العرش والسلطة. وكان ماكبث من رجال الملك المقربين وذلك لما يتمتع به من شرف وشجاعة وحظوة عند الملك. وعند عودته من أحد المعارك منتصراً مع صديقه بانكو، تصادفه ثلاث ساحرات بجلود شاحبة ومظاهر غريبة، وتنادينه باسمه وتتنبأن بأنه سيصبح ملك إسكوتلندا. وتنبأن لبانكو بأنه لن يتولى العرش أبداً، لكن أبناءه سيصبحون ملوكاً بعد ذلك.

    هنا يظهر اختلاف الفكرة عن مسرحية هاملت يا رفاق. حيث عندما يروي ماكبث هذه القصة لزوجته الليدي ماكبث، تكبر الفكرة في رأسها وتبدأ بتحريضه على قتل الملك ومساعديه، وكل من يمكن أن يصبح وريثاً مستقبلياً للعرش. لتبدأ بعدها سلسلة من الجرائم المروعة يتحول فيها ماكبث من فارس نبيل وشجاع، إلى مجرم وجزار يستلذ بشرب دماء أعدائه ومناوئيه الحقيقيين أو الوهميين. إن عقدة الشعور بالذنب تصيب ماكبث في بادئ الأمر، حيث تتراءى له أشباح من قتلهم. أما زوجته الطامحة والطامعة فتستمر في قسوتها، والإلحاح عليه بالمضي بحمام الدم، حتى يتسنى له الراحة والاستقرار على عرشه.

    لكن تغييراً مفاجئاً يحدث للسيدة ماكبث، فتصبح غير قادرة على النوم ليلاً، وتبدأ في النهوض من نومها، لتغسل يديها في الحمام وهي تهذي وتهلوس. تزداد الوساوس والهواجس التي تصيب الليدي ماكبث حتى تفقد عقلها وتنتحر في نهاية المطاف. وتنتهي المسرحية أخيراً بقتل الطاغية ماكبث بسيف مكدف أمير فايف، الذي فر هرباً إلى إنكلترا وجاءها مع جيش عرمرم لينتقم لمقتل زوجته وأطفاله على يد ماكبث السفاح في مشهد تراجيدي مؤثر، يصفه لنا شكسبير بدراية الفنان والفيلسوف الذي خبر الحياة بكل مصائرها وتقلباتها.

    إن الهلوسة التي تصدر عن المجنون أو النائم في حلمه هي ذاتها، ومنبعها اللاشعور. وهو عبارة عن الحوداث والصور التي مرّ بها الشخص في حياته الماضية، من دون أن يشعر بها. أو مجموعة من الدوافع الغريزية المكبوتة التي أبعدها الشخص عنه وقاومها؛ لأنها لا تتماشى مع قيمه أو قيم المجتمع، وقد آن الأوان لتطفو على سطح الوعي وتكون لها تمثلات عديدة، من أهمها العنف والجريمة. هذا ما تؤكده لنا شخصية الليدي ماكبث في المسرح.

    بعد التحدث عن هاملت وماكبث، يبدو أنه في نهاية المطاف، تخضع المسرحيات للكثير من الدراسات والتحليلات لمعرفة دوافع وخفايا الشخصيات. حيث شارك سيغموند فرويد بنفسه، والذي يُعتبر مؤسس علم التحليل النفسي، في إجراء أبحاثه النفسية على الشخصيات المسرحية.





    فاطمة أحمد - أراجيك

  2. #2
    Babygirl
    تاريخ التسجيل: September-2013
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 7,336 المواضيع: 422
    صوتيات: 18 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 13625
    مزاجي: Sketching
    آخر نشاط: 24/September/2024
    شكراً جزيلاً

  3. #3
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيّار مشاهدة المشاركة
    شكراً جزيلاً
    اهلاً

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال