شيعت أمس الأحد الفنانة المصرية الكبيرة رجاء الجداوي، إلى مقابر أسرتها بالبساتين في القاهرة، وسط إجراءات احترازية، بعدما غيبها الموت عن عمر ناهز الثانية والثمانين، عقب صراع استمر 43 يوماً مع مضاعفات فيروس «كورونا».
وأعلن مستشفى أبو خليفة للعزل الصحي بمدينة الإسماعيلية، مسقط رأس الفنانة الراحلة، وفاتها في ساعة مبكرة من صباح أمس الأحد، بعد 10 أيام وضعت خلالها الفنانة الكبيرة على جهاز التنفس الاصطناعي. وقالت مصادر طبية بالمستشفى إن الجداوي التي خضعت لبروتوكول علاجي مكثف، ونقلت بلازما أحد المتعافين إليها، لم تصمد أمام تمكن الفيروس من جسدها، فتوفيت نتيجة توقف عضلة القلب.
ولدت الجداوي بمدينة الإسماعيلية في 6 سبتمبر/ أيلول 1938، وتعهدت خالتها الفنانة الكبيرة الراحلة تحية كاريوكا برعايتها، حتى أنهت تعليمها الأول في مدارس الفرانسيسكان بالقاهرة، قبل أن تعمل في قسم الترجمة بإحدى الشركات الإعلانية، وتحترف عروض الأزياء، التي كانت بداية طريق رجاء الجداوي إلى عالم الفن، وظهرت على شاشة السينما المصرية في عام 1958 أمام المطربة الراحلة نجاة في فيلم «غريبة»، وكان آخر مسلسل شاركت في بطولته هو «لعبة النسيان» الذي عرض في رمضان الماضي.
شاركت الجداوي في قرابة 400 فيلم ومسلسل تلفزيوني ومسرحية إلى جانب كبار نجوم السينما المصرية. وتتمتع بشهرة واسعة في العالم العربي.
سجل حافل
تزخر مسيرتها بسجل فني حافل والكثير من الأدوار في عشرات الأفلام السينمائية، بينها «إشاعة حب» (1961) و«الأزواج الطائشون» (1977)، و«ابتسامة واحدة لا تكفي» (1978)، إضافة إلى «بريق عينيك» (1982) «أيام في الحلال» (1985) و«ثمن الغربة» (1987)، و«تيمور وشفيقة» (2007) و«كركر» (2007) و«مراتي وزوجتي» (2014). كما شاركت الجداوي في مسلسلات تلفزيونية حققت انتشاراً عربياً لافتاً وكانت تؤدي فيها خصوصاً دور سيدة المجتمع الراقية. ومن أشهر هذه الأعمال «الخريف لن يأتي أبداً» و«حارة المحروسة» و«للعدالة وجوه كثيرة» و«يوميات زوج معاصر».
ومن آخر المسلسلات التي ظهرت فيها الجداوي في السنوات الماضية «طلعت روحي» و«عزمي وأشجان» وصولاً إلى «لعبة النسيان» هذا العام.
كذلك طبعت الجداوي المكتبة الفنية في العقود الماضية عبر مشاركتها في مسرحيات راسخة في الذاكرة، أبرزها «الواد سيد الشغال» (1985) و«الزعيم» (1993) إلى جانب الفنان عادل إمام.
وخاضت الجداوي أيضاً تجربة التقديم التلفزيوني من خلال فقرة بعنوان «اسألوا رجاء» مع الإعلامي عمرو أديب.
انتصار السيسي تنعى
نعت انتصار السيسي، قرينة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رجاء الجداوي عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: «أنعى ببالغ الحزن والأسى وفاة الفنانة رجاء الجداوي، التي رحلت عن عالمنا اليوم، تاركة خلفها تاريخاً من الأعمال الفنية الراقية والصادقة، والتي ستبقى باقية وخالدة في وجداننا وذاكرتنا للأبد، رحم الله الفنانة الكبيرة رجاء الجداوي وتغمدها بواسع رحمته».
الاسم الحقيقي
قليلون من يعرفون الاسم الحقيقي للفنانة الكبيرة الراحلة، رجاء الجداوي، باستثناء هؤلاء الذين عاشوا معها طفولتها الأولى في حي المحطة الجديدة بمدينة الإسماعيلية، إذ قضت نجاة علي حسن، وهذا هو اسمها الحقيقي، نحو ست سنوات أو يزيد قليلاً في مسقط رأسها، قبل أن تنتقل إلى القاهرة لتعيش في كنف خالتها الفنانة الكبيرة الراحلة تحية كاريوكا، التي جسدت رجاء دورها عام 2006، في مسلسل «السندريللا» للمخرج سمير سيف، وفتحت الخالة لها الطريق إلى عالم الشهرة والأضواء.
ملكة جمال
حصلت الفنانة الراحلة على لقب «ملكة جمال القُطر المصري» في عام 1958، كما فازت الجداوي بجائزة «ملكة جمال حوض البحر المتوسط». وحصدت العديد من الجوائز والتكريمات، من بينها «وشاح سمراء القاهرة» في كرنفال بحديقة الأندلس.
تزوجت الجداوي في نوفمبر 1977 من حارس مرمى النادي الإسماعيلي والمنتخب المصري لكرة القدم الراحل حسن مختار، وأنجبت منه ابنتهما الوحيدة أميرة مختار.