النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

هكذا أصبح "العبيد" محرك الاقتصاد الأميركي!

الزوار من محركات البحث: 2 المشاهدات : 374 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    مراقب
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 41,050 المواضيع: 3,594
    صوتيات: 131 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 44131
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ 3 ساعات
    مقالات المدونة: 19

    هكذا أصبح "العبيد" محرك الاقتصاد الأميركي!







    المصدر: العربية.نت – طه عبد الناصر رمضان

    على مدار قرون، وفّرت الولايات الجنوبية الأميركية سلعاً عديدة تراوحت أساساً بين القطن والتبغ وقصب السكر، فوصفت بفضل ذلك بالمحرك الاقتصادي لدولة صاعدة شقت طريقها بثبات نحو القمة.

    وبحسب ما قدّمه العديد من المؤرخين، كان من المتوقع أن تتحول الكونفدرالية لرابع أغنى دولة بالعالم مطلع الحرب الأهلية الأميركية حيث هيمنت حينها هذه الولايات الجنوبية على نحو ثلاثة أرباع إنتاج العالم من القطن.

    لوحة لإحدى عمليات تنظيف القطن
    لوحة لإحدى عمليات تنظيف القطن

    وأثناء تلك الفترة التي سبقت إجهاض العبودية، صنّف العبيد كأهم ركائز الاقتصاد الجنوبي، حيث وفّر ذوو الأصول الإفريقية حينها يدا عاملة مجانية وغير مكلفة ساهمت في تعاظم ثروات مالكي الأراضي والتجار.

    ظهور أسواق العبيد بأميركا
    بادئ الأمر، اعتمد اقتصاد المستعمرات الثلاثة عشر بشكل مكثف على العمال الأوروبيين الفقراء العاطلين عن العمل الذين هاجروا نحو القارة الأميركية، أملا في تحسين وضعيتهم المادية والاجتماعية فحصلوا في مقابل الخدمات التي قدموها على الطعام والمأوى والتعليم وانخرط بعضهم بسلك التجارة. ومع تحسن الوضعية الاقتصادية ببريطانيا أواخر القرن السابع عشر وتوفر مزيد من الوظائف بها، تراجعت نسبة اليد العاملة الأوروبية الوافدة نحو العالم الجديد.

    ولتعويض هذا النقص، لجأت المستعمرات الثلاثة عشر نحو العبيد الأفارقة، الذين تزامن قدومهم مع انتشار مزارع التبغ وقصب السكر.

    صورة لعدد من العبيد رفقة سيدهم بمزرعته
    صورة لعدد من العبيد رفقة سيدهم بمزرعته
    وقد وجّه أصحاب المزارع الأثرياء ناظرهم نحو تجار العبيد الذين جيء بأغلبهم من شرق القارة الإفريقية ونقلوا في ظروف قاسية نحو القارة الأميركية فساهموا بذلك في ظهور أسواق ومزادات العبيد التي عمد خلالها الأثرياء لفحص الأفارقة، معتبرينهم بضاعة، للتأكد من سلامتهم قبل شرائهم بأسعار تراوحت بالقرن السابع عشر بين 5 و10 دولارات.

    تجارة التبغ
    قبل الثورة الأميركية، مثّل التبغ أهم السلع التجارية بالمستعمرات الثلاثة عشر، حيث ارتفعت صادرات هذه المادة من 60 ألف رطل عام 1622 لتبلغ 1.5 مليون رطل سنة 1639 وبحلول أواخر القرن السابع عشر استوردت بريطانيا سنويا 20 مليون طن من التبغ من المستعمرات الثلاثة عشر. لكن مع استقلال الولايات المتحدة الأميركية، اتجه البريطانيون للتخلي عن التبغ الأميركي وصنّفوه كتهديد لتجارتهم ببقية أراضي امبراطوريتهم الاستعمارية. وأمام تذبذب أسعار التبغ بالسوق وإلحاقه لأضرار جسيمة بالأراضي الزراعية، اتجه الأثرياء وأصحاب الأراضي الأميركيون نحو تجارة جديدة مربحة تمثلت في القطن.

    القطن بدل التبغ
    وبمجال القطن، احتاجت عمليات الجمع والتنظيف لمجهود كبير. وبينما آمن الجميع بإمكانية تخلي أصحاب الأراضي والأثرياء عن العبيد عقب ظهور آلة محلج القطن، جاء الواقع مخالفاً لذلك بشكل تام حيث احتاج الأثرياء لمزيد من العبيد للعمل بحقول القطن تزامنا مع تزايد الطلب بأوروبا فما بين عامي 1801 و1835 تضاعفت صادرات الولايات المتحدة الأميركية من القطن 10 مرات ويعود الفضل في ذلك لظهور السفن الكبيرة القادرة على شحن كميات أكبر وتراجع أعمال القرصنة والاكتشافات التكنولوجية والعلمية.

    إلى ذلك، كسب العبيد مكانة هامة بالولايات الجنوبية فتحولوا تدريجيا لأهم الممتلكات لدى أصحاب الأراضي والمزارعين الذين لجؤوا أحيانا للمراهنة بهم وتقديمهم كضمان عند اقتراضهم لمبالغ مالية.

    صورة لعدد من العبيد أثناء عمليات جمع القطن
    صورة لعدد من العبيد أثناء عمليات جمع القطن
    من جهة ثانية، ساهم العبيد والقطن في ظهور طبقية بين أصحاب الأراضي البيض فوجدت بالقمة الطبقة الأرستقراطية التي امتلكت أعداداً هائلة من العبيد وتواجدت تحتها طبقة أخرى امتلك أصحابها عدداً قليلا منهم بينما وجد بأسفل الترتيب مزارعون وأصحاب أراضٍ آخرين عملوا بمفردهم بالحقول وافتقروا للعبيد. وتدريجيا، ظهرت الخلافات بين هذه الطبقات التي صنّف أفرادها، حسب النظريات العنصرية، متساوين بسبب لونهم الأبيض.

    السعي للانفصال
    مطلع القرن 19، أصبح القطن والعبيد أمرين ضروريين لنمو الاقتصاد الأميركي. لكن بحلول العام 1820، برزت التيارات المناهضة للعبودية بشكل مكثف وكسبت مقاعد بالكونغرس فأثارت تخوّف أصحاب العبيد بالجنوب.


    رسم تخيلي يجسد عددا من العبيد بمزارع القطن
    رسم تخيلي يجسد عددا من العبيد بمزارع القطن
    من جهة ثانية، تبنى الكونغرس خلال السنوات التالية قرارات ساهمت في ظهور ضرائب جمركية إضافية بهدف حماية المؤسسات الشمالية من المنافسة الأجنبية. وقد أضرت هذه الضرائب بشكل كبير بالجنوبيين الذين فكّر كثير منهم في مغادرة الاتحاد والانفصال عن الشمال. وأمام فرضية الانفصال، تفاءل كثير من الجنوبيين وآمنوا بمستقبل زاهر لدولتهم بفضل ازدهار تجارة القطن وعائداتها المالية الهائلة.

  2. #2

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال