اعتمد صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، التشكيل الوزاري الجديد للحكومة الاتحادية.
وأعلن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الأحد 5 يوليو الحكومة الجديدة، بعد التشاور مع أخيه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وقد شهدت استحداث مناصب وزارية جديدة للتعامل مع مجموعة من الملفات المستقبلية، فضلاً عن بعض التعديلات الهيكلية، ضمن مسعى الحكومة لتلبية متطلبات المرحلة المقبلة التي سيكون عنوانها «تكنولوجيا المستقبل ومهارات المستقبل وكوادر الوطن المستقبلية».
وقال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «الإخوة والأخوات بعد التشاور مع أخي محمد بن زايد، رعاه الله الذي بارك الهيكل الجديد للحكومة ووجه بتسخير كافة الموارد للحفاظ على مكتسباتنا، وتسريع مسيرة التنمية في بلادنا وبعد اعتماد أخي رئيس الدولة، حفظه الله، نعلن اليوم عن الهيكل الجديد لحكومة الإمارات»، متابعاً: «هدفنا من التغييرات الهيكلية اليوم هو حكومة أسرع في اتخاذ القرار، وأكثر مواكبة للمتغيرات، وأفضل في اقتناص الفرص وفي التعامل مع المرحلة الجديدة في تاريخنا، حكومة مرنة وسريعة هدفها تعزيز منجزات ومكتسبات الوطن».
وأوضح سموه، أنه تم إلغاء 50% من مراكز الخدمة الحكومية وتحويلها لمنصات رقمية خلال عامين، ودمج نحو 50% من الهيئات الاتحادية مع بعضها أو ضمن وزارات، واستحداث مناصب وزراء دولة جدد، وخلق مناصب رؤساء تنفيذيين في قطاعات تخصصية نحتاج إليها للعبور بقوة للمستقبل، مشيراً إلى إنشاء وزارة للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة تعمل على تطوير القطاع الصناعي بالدولة، ودمج هيئة المواصفات والمقاييس معها، ونقل وزيرة الدولة للعلوم المتقدمة لتكون تحت مظلتها، وتعيين سلطان الجابر وزيراً للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة.
وجاء بالتعديل الوزاري، دمج وزارة الطاقة مع وزارة البنية التحتية، لتصبح وزارة الطاقة والبنية التحتية، كذلك إلحاق برنامج زايد للإسكان والهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية بالوزارة الجديدة، وتعيين سهيل المزروعي وزيراً لها.
كذلك تم تعيين 3 وزراء ضمن وزارة الاقتصاد، وهم: عبدالله بن طوق المري، وزيراً للاقتصاد ومعه أحمد بالهول وزير دولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وثاني الزيوي وزير دولة للتجارة الخارجية، وأكد سموه أن الاقتصاد الوطني أولوية استراتيجية مطلقة.
وكشف صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عن دمج المجلس الوطني للإعلام والمؤسسة الاتحادية للشباب مع وزارة الثقافة لتكون وزارة الثقافة والشباب، وتضم وزيرين هما شما المزروعي، وزيرة دولة للشباب ونورة الكعبي، وزيرة للثقافة والشباب، إضافة إلى نقل وكالة أنباء الإمارات لشؤون الرئاسة.
وأوضح سموه، أنه تم إلحاق الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء ومجموعة بريد الإمارات ومؤسسة الإمارات العامة للنقل ومؤسسة الإمارات العقارية بجهاز الإمارات للاستثمار، وإعداد استراتيجية استثمارية حكومية جديدة للمرحلة القادمة، لافتاً إلى دمج الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية ضمن وزارة تنمية المجتمع، وتشكيل قطاع ضمن الوزارة لتقديم خدمات عصرية للمتقاعدين، فضلاً عن تأسيس الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لإدارة أموال الضمان بإشراف عبيد الطاير وتحت مظلة جهاز الإمارات للاستثمار.
كذلك تم نقل ملف جودة الحياة والسعادة لوزارة تنمية المجتمع، وإلحاق الهيئة الاتحادية للموارد البشرية، بمكتب رئاسة الوزراء وتعيين عهود الرومي، وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل تشرف على الهيئة وعلى كافة التطويرات الحكومية المستقبلية، إضافة إلى دمج الهيئة الوطنية للمؤهلات مع وزارة التربية، ودمج هيئة التأمين مع هيئة الأوراق المالية والسلع برئاسة وزير الاقتصاد، وتعيين سلطان الجابر رئيساً لمصرف الإمارات للتنمية ليقوم بدوره التنموي بشكل أكبر.
ولفت سموه إلى استحداث منصب وزير دولة للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وتطبيقات العمل عن بعد، وتعيين عمر العلماء مسؤولاً عن هذا الملف، مؤكداً أن بيئة العمل المستقبلية في التطبيب والتعليم والتجارة ستتغير بشكل كبير، مضيفاً: «نسعى إلى أن نكون في مقدمة هذه التغيرات وأن نكون النموذج الأفضل عالمياً».
وتم تعيين حمد المنصوري، رئيساً للحكومة الرقمية بدولة الإمارات، وقال سموه: «الهدف هو نافذة رقمية واحدة للحكومة، وتحول رقمي شامل وكامل، أثبتت المتغيرات الأخيرة أن الحكومة الرقمية هي خيار استراتيجي لا غنى عنه، وأمن اقتصادي لاستمرارية الأعمال في أية ظروف».
وتم تعيين أحمد جمعة الزعابي وزير شؤون المجلس الأعلى للاتحاد، وتعيين الشيخ نهيان بن مبارك وزيراً للتسامح والتعايش، وإلحاق وزيرة الدولة للأمن الغذائي والمائي مريم المهيري بشؤون الرئاسة، إضافة إلى تعيين عبدالله بالحيف النعيمي وزيراً للتغير المناخي والبيئة، وتعيين سارة الأميري رئيسة لوكالة الإمارات للفضاء، وقال سموه: «قادت سارة المهمة العلمية لمسبار المريخ باقتدار ونتمنى لها التوفيق في مهامها الجديدة، وستبدأ مهامها بداية شهر أغسطس المقبل.
وأعلن سموه إنشاء المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات، يتبع لمجلس الوزراء، ويرأسه سعيد العطر. وضم مكتب الدبلوماسية العامة ومكتب الاتصال الحكومي ومكتب الهوية الإعلامية له، ويشرف على التواصل الإعلامي الداخلي والخارجي لحكومة دولة الإمارات.
وأكد سموه، أن ملف الأمن الغذائي سيبقى أولوية عبر وزيرين، هما وزيرة الدولة للأمن الغذائي والمائي لمتابعة مخزوننا الغذائي الوطني والاستثمار في تكنولوجيا الغذاء والعلاقات الدولية في هذا المجال، ووزير البيئة في دعم المزارعين ورعاية وتطوير ثرواتنا السمكية والحيوانية.
وتم تعيين محمد حمد الكويتي، رئيساً للأمن السيبراني في حكومة دولة الإمارات، موضحاً:»أمن حكومتنا الرقمية هو جزء أساسي من أمننا الوطني الشامل، وحماية حدودنا الوطنية الرقمية جزء لا يتجزأ من حماية كامل ترابنا الوطني«.
كذلك تم تعيين هدى الهاشمي رئيساً للاستراتيجية والابتكار الحكومي في حكومة الإمارات، وقال سموه:»هدى جزء من فريقي منذ أكثر من 10 سنوات وثقتي بها عالية، إضافة إلى تعيين الأخ محمد بن طليعة رئيساَ للخدمات الحكومية لقيادة المنظومة الخدماتية الاتحادية لتكون ضمن الأفضل عالمياً«.
وتم تعيين مريم الحمادي أميناً عاماً لمجلس الوزراء، ومحمد سلطان العبيدلي رئيساً للشؤون القانونية في حكومة الإمارات، وأحمد ماجد البدواوي أميناً عاماً مساعداً، وقال سموه:»أمامهم مهمة لتطوير الأمانة العامة لمجلس الوزراء.. ثقتي بهم كبيرة.. والرهان عليهم لا يخيب..«.
ووجه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الشكر إلى سلطان المنصوري قائلاً:» 16 عاماً قضاها في حكومة الإمارات.. رأينا منه إخلاصاً للوطن ومحبة من الناس وتفانياً في جميع الملفات الحكومية التي تولاها.. كل التوفيق يا أبا محمد في المرحلة الجديدة من حياتك".
وأشار سموه إلى أن الحكومة الجديدة أمامها عام واحد لتحقيق الأولويات الجديدة.. والتغييرات المستمرة ستبقى شعار المرحلة القادمة وصولاً لأفضل نموذج حكومي يواكب العصر الجديد.. ويحقق تطلعات شعب الإمارات خلال المرحلة القادمة.