الفلسفة السياسية .. عند سبينوزا !!
-يمكن تلخيص فلسفة سبينوزا السياسية بالنقاط التالية :
اولا : يذهب سبينوزا إلى انو الناس قبل نشوء المجتمع جانوا عايشين في فوضى ، وجانت "القوة" هي القانون اللي يحكمهم ..
ثانيا : كبل ماجان اكو شي اسمه "خير" و"شر" ؛ يعني كل واحد جان يدور على مصلحته الشخصية ومايهمه الاخرين ، وفكرة الخير والشر هي فكرة حديثة ظهرت مع نشوء الدول ..
ثالثا : يشبه سبينوزا حالة الناس القدماء بحالة الدول الان ؛ يعني مثلما هسه الدول بيناتهه ماعدهه صاحب صديق ، وكل دولة تدور على مصالحهه الخاصة بغض النظر عن مصالح غيرها من الدول ، كذلك جانوا الناس في قديم الزمان همينه كل واحد يدور على مصلحته الشخصية بغض النظر عن مصالح غيرهم ..
رابعا : الاخلاق ماتنوجد الا بوجود دولة معترف بيهه من الجميع ، هاي الدولة تخلي قوانين وتؤمر الناس باطاعتهه ، واما إذا ماجانت اكو دولة مطاعة فماراح تكون هناك أخلاق ، هذا الشي واضح جدا عند الحيوانات ؛ يعني الحيوانات ماكو عدهم قانون ، والقوي ياكل الضعيف ، والسبب هو لانو هاي الحيوانات ماعدهم سلطة معترف بيهه ويخضعون الهه ولقوانينهه ..
خامسا : الناس مو من طبيعتهم ان يجتمعون ويكونون علاقات ، وبالتالي دولة تحكمهم وتنظم شؤونهم ، لا بالعكس ، الناس ميالين إلى الانعزال وتقديم مصالحهم الشخصية على مصالح غيرهم ؛ ولكن الشي اللي جعل الناس تجتمع وتكون مجتمعات ودول هو "الخوف" من الاعتداءات ومحاولة التفرغ لمشاغلهم اليومية ..
- شلون يعني ؟
-الانسان بوحده مايكدر يدفع عن نفسه الإخطار وبنفس الوقت مايكدر يقضي كل حاجاته ، فهو محتاج لغيره في دفع الأخطار المحتملة ، ومحتاج لغيره في سد احتياجاته الأخرى ، كالخبز واللبس وصناعة الابواب والبناء وغيرها ..
سادسا : الإنسان مو خير بطبيعته ؛ وإنما الاجتماع مع الناس هو اللي يخليه خير وعطوف ورحيم ..
سابعا : الدولة هي تنازل الإنسان عن جزء من حقوقه إلى الجماعة في سبيل المحافظة على بقية حقوقه ؛ يعني عندما تنشأ الدولة راح تتقيد حرية الانسان شوية ؛ لانو راح يلتزم بالقوانين مال الدولة ومايتصرف بكيفه ؛ بس بنفس الوقت هذا الإنسان راح يحصل ميزات هواي أكثر من الشي اللي خسره ، مثلا راح يحصل الأمن وفرص العمل وتوفير الطعام والصحة وغيرها من الخدمات ..
ثامنا : الناس محتاجين إلى قانون صارم حتى يردعهم ويوكفهم عند حدهم إذا أراد بعضهم الاعتداء على بعض ، والناس يعرفون هذا الشي كلش زين ، ولذلك اتفقوا على تكوين الدولة ، فالقانون هو بمثابة العقل بالنسبة إلى العواطف ، فكما أن العقل سلطان قاهر على العواطف ، فكذلك القانون هو سلطان يقهر الناس ويمنعهم من ان يضروا بعضهم البعض ..
تاسعا : لازم الدولة ماتمنع الناس من حرية التفكير ؛ لانو هذا الشي مو بصالحهه ، الناس تحب تاخذ راحتهه بالتفكير والحرية ، فإذا الدولة منعت هذا الشي راح الناس يثورون ضدهه ..
عاشرا : الديمقراطية هي أفضل نظام للحكم ، وأن كانت لاتخلو من مساويء ..
-وشنو هاي المساويء اللي تعاني منهه الديمقراطية حسب وجهة نظر سبينوزا ؟
-الديمقراطية ممكن توصل ناس "سوقة" إلى الحكم ؛ يعني عوام الناس ممكن يحكمون الدولة ، وهذا الشي ماراح يرضي الطبقة الممتازة بالمجتمع ، وبالتالي هاي الطبقة الممتازة واللي تمتاز بالذكاء والمال ماراح تسكت ، وراح يحيكون خطط لإسقاط هاي الدولة ، وبالتالي تسيطر هاي الطبقة الممتازة وراح يتحول الحكم من ديمقراطي إلى ارستقراطي ثم إلى ملكي ..
-والحل شنو ؟
-والحل هو في الديمقراطية طبعا ؛ ولكن نشترط ان يكون الرئيس فاهم وواعي وعنده حنكة سياسية وليس شخصا من عامة الناس ..
والحمد لله ..