جبل راشمور - ساوث داكوتا- (وكالات الأنباء): بعيدا عن واشنطن لليلة واحدة، أشاد دونالد ترامب أمام جبل راشمور العريق بالولايات المتحدة «الاستثنائية» وأدان «العنف والفوضى» اللذين تسببت بهما التظاهرات المناهضة للعنصرية، كما تحدث باقتضاب عن وباء كوفيد-19 في بلد قلق. وانتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من وصفهم بأنهم «غوغاء غاضبون» ممن حاولوا تحطيم تماثيل لقادة الكونفيدرالية وشخصيات تاريخية أخرى، وحذر أمام الآف من أنصاره في جبل راشمور من أن المحتجين يحاولون محو التاريخ الأمريكي.
وحضر الرئيس الأمريكي الذي يواجه انتقادات حادة لإدارته الوباء، عشية العيد الوطني في الرابع من يوليو، ألعابا نارية والقى خطابا قاسيا جدا في منطقة مؤيدة له.
واجتذب الحدث نحو 7500 شخص تكدسوا في مدرج والكثير منهم لم يلتزم باستخدام الكمامة في مخالفة لارشادات مسؤولي الصحة العامة الذين حثوا الأمريكيين على تجنب التجمعات الكبيرة لإبطاء انتشار كوفيد-19.
وحذر ترامب متحدثا تحت سفح النصب التذكاري الشهير في جبل راشمور الذي نحتت عليه وجوه أربعة رؤساء أمريكيين سابقين من أن المتظاهرين ضد التفرقة العرقية والعنصرية في المجتمع الأمريكي يهددون أسس النظام السياسي في البلاد. وقال «لا يكون لديكم شك ثورة الثقافة اليسارية تلك تهدف إلى الاطاحة بالثورة الأمريكية... يتعلم أطفالنا في المدارس أن يكرهوا بلدهم».
وتابع قائلا «الغوغاء الغاضبون يحاولون تحطيم تماثيل المؤسسين لبلادنا وتشويه أكثر النصب التذكارية قدسية لدينا وإطلاق موجة من الجرائم العنيفة في مدننا».
وتحدث الملياردير النيويوركي أمام تماثيل حفرت في الصخر لأربعة من الرؤساء السابقين اشاد بهم مطولا، وهم جورج واشنطن وتوماس جيفرسون وتيودور روزفلت وأبراهام لينكولن.
وتحت سماء صافية وأمام حشد يردد «أربع سنوات أخرى» وكان عدد الذين وضعوا فيه أقنعة قليلا جدا، قدم ترامب نفسه قبل أربعة أشهر من الانتخابات الرئاسية على أنه المدافع عن «سلامة» بلده.
وقال «سنقول الحقيقة كما هي، وبدون أن نعتذر: الولايات المتحدة الأمريكية هي أكثر بلد عادل واستثنائي وجد على الأرض».
وفي أوج جدل حول رموز تاريخ البلاد وبينما يقوم متظاهرون مناهضون للعنصرية بإسقاط تماثيل جنرالات من الكونفيدرالية، أدان ترامب «حملة تهدف إلى محو تاريخنا وإلغاء قيمنا وأدلجة أطفالنا».
وأضاف أن «الفوضى العنيفة التي رأيناها في شوارعنا ومدننا (...) هي نتيجة سنوات من الأدلجة القصوى والانحياز في التعليم والصحافة وغيرها من المؤسسات الثقافية».
وكان موت الرجل الأسود جورج فلويد اختناقا بعدما أوقفه شرطي أبيض في مينيابوليس في 25 مايو، اثار موجة من التظاهرات التي تخللت بعضها أعمال عنف غير مسبوقة منذ المسيرات الكبرى لحركة الحقوق المدنية في ستينيات القرن الماضي. ووعد ترامب الذي يواجه انتقادات أيضا بسبب إدارته للتظاهرات بألا يمس جبل راشمور وبأنه لن يلغي الشرطة أو حق حيازة السلاح.
وقال «إنهم يريدون إسكاتنا لكننا لن نسكت»، مؤكدا أنه «حان الوقت للتحدث بصوت عال وقوي وللدفاع عن سلامة بلدنا».
وأضاف أن «الأفضل قادم»، ووعد بإقامة «حديقة واسعة لوضع تماثيل أعظم الأمريكيين».
وشكر ترامب باقتضاب الذين «يعملون بلا كلل لقتل فيروس» كورونا المستجد.