{ جيب ليل وأخذ عتابه}
((لحية الشيخ))
--------------
انفرد شيخ عشيرة بعشيرته وكانت له اليد الطولى في كل شأن من شؤونها الى ان جاء لهم رجل يدعي التدين من المدينة ليستقر في القرية فتوجس الشيخ منه خيفة وهو يرى الناس وقد انفظوا من حوله وأهتموا بالوافد الجديد لماوجدوا فيه من لسان لبق وأسلوب متحضر و جميل ، فاراد الشيخ ان يوقع به ويبعد الناس عنه فطلب منه ان يكتب حيه فكتب الرجل اياه على الأرض كلمة حيه لكن شيخ العشيرة اخذ عصا كانت بيده ورسم حية امامه فأستحسن الناس رسم الشيخ وابتعدوا عن الرجل ، فأضمر الاخير لهذا الشيخ مكيدة رداً على حيلته حيث ادعى انه مريض بمرض عضال و انه راى في مايرى النائم ان شفائه يتم بأخذ شعرة من لحية الشيخ الذي انكر الرؤيا متوقعاً انها لاتخلو من مكر ومدعياً انها اضغاث احلام لكنه امام اصرار مريديه خضع للطلب واعطاهم الشعرة ليمررها الشيخ على جسمه ويدعي انه قد تشافى عندها وبظرف أيام معدودات نتف الناس لحية الشيخ لعلاج مرضاهم خاصه وانهم بعيدين عن المدينة وامست لحية الشيخ صيدلية خافرة على مدار اليوم لجميع الامراض ابتداءاً من وجع الرأس وأنتهاءاً بالامراض المستعصية حتى ان القرى البعيدة والقريبه هبت لجلب مرضاها الى حيث اللحية المباركة للشيخ الجليل ولم تبقى شعرة على وجهه او حواجبه او حتى (ابطيه),
دالة هذا القصة اننا نعيش الخرافة والدجل حتى امسى ذلك وسيلة نعيش على هديها حيث ومن خلال متابعة القصة الآنفة نرى ان الناس البسطاء قد ابغضوا الرجل بحيلة من الشيخ واعتدوا على الشيخ بحيلة من الرجل ولم نرى لهم رأياً في ما يتصرفون والأهم من ذلك انهم يتعاملون في العقيدة على منوال ما ذكر في القصة وبذلك نراهم يمعنون في طقسنة الدين وتغليفه بقوالب تصنع بافكار ينسجونها في الخيال وهنا يقودني قلمي لماقاله العلامة والمفكر علي شريعتي رحمه الله حيث يقول:
(ان مجتمعنا وضيعاً غير واعِ حتى وان كان له دين متطور وراق فأنه لن يتمكن من الرقي بل يحط من مستوى دينه ويضعه في قوالبه الملوثه الضيقه ويمسخه) منقول