الدين والخلود .. عند سبينوزا !!
-يعتقد "سبينوزا" انو الإنسان هو جزء من الكون ، وهذا الكون خاضع لقوانين حتمية لاتتغير ولا تتبدل ، وبالتالي الإنسان همينه راح يكون خاضع لهاي القوانين باعتباره جزء من الكون ..
-هل الإنسان خالد من وجهة نظر "سبينوزا" لو مو خالد ؟
-مادام الكون خالدا ، والإنسان جزء من هذا الكون ، فلابد أن يكون الإنسان خالدا أيضا ..
-مافتهمت ؛ يعني شنو هوه اللي راح يكون خالد ؟ جسم الإنسان لو عقله ؟!
-جسم الإنسان راح ينعدم وينتهي ؛ بس راح يبقى جزء من الإنسان خالد ؛ يعني عقل الإنسان هو اللي راح يكون خالد ، وهذا العقل هو اللي يدرك ويعرف انو كل هاي الأشياء الجزئية من سماء وارض وبحار وأشجار وحيوانات وبشر وجماد وغيرها ، هاي الأشياء الجزئية يدركهه العقل على انها اجزاء من كل واحد وليست أشياء مستقلة عن بعضها البعض ، واضح ابن عمي ؟
-واضح ..
-جيد ، وكلما ادرك الإنسان الأشياء الجزئية بهاي الطريقة (يعني كل شي متصل بكل شي ، وماكو شي منعزل ومنفصل عن الكون ) راح يزداد عقله خلود وابدية ..
-شيقصد سبينوزا من كلمة "الخلود" ؟
-اختلفوا الشراح حول قصد سبينوزا من كلمة "الخلود" : جماعة كالوا : انو قصده من الخلود هو الذكر الحسن اللي يبقى بعد الموت ، وجماعة كالوا : انو قصده من الخلود هو الخلود الشخصي ؛ يعني وجود نوع من الحياة بعد الموت ..
-ممتاز ، زين شنو رأيه بمسألة الثواب والعقاب الاخروي ؟
-سبينوزا ينكر ويرفض فكرة الثواب والعقاب ، ويعتقد انو فعل الخير هو نفسه ثواب للشخص الخير ، وفعل الشر هو نفسه عقاب للشخص الشرير ، ولذلك يقول : ( ان الذين ينظرون إلى الفضيلة كأنها إذلال للنفس ، ثم ينتظرون ان يجزيهم الله عنها جزاءا أوفى ، لأبعد مايكونون عن فهم الفضيلة فهما صحيحا ، أفليست الفضيلة وخدمة الله هما السعادة نفسها والحرية العليا ؟! ) ، وكذلك يقول في موضع اخر : ( ليس النعيم في الثواب عن الفضيلة ، ولكنه في الفضيلة نفسها ) ..
والحمد لله ..
فلسفة سبينوزا ( الحلقة الخامسة )