أعلنت الشركة العامة للموانئ، الجمعة، عن وصول حفارتين بحريتين الى ميناء أم قصر تم تصنيعهما في هولندا بتمويل من القرض الياباني للعراق، فيما أكد أنها تعول عليهما في تعميق القنوات الملاحية المؤدية الى الموانئ.
وقال مدير قسم الإعلام والعلاقات العامة في الشركة أنمار عبد المنعم الصافي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الحفارتين البحريتين كربلاء ودهوك تم تصنيعهما في المملكة الهولندية لصالح الشركة العامة للموانئ"، مبيناً أن "لجنة فنية متخصصة تضم غواصين شرعت بفحص الحفارتين بعد وصولهما الى ميناء أم قصر بالبصرة".
ولفت الصافي الى أن "الشركة قررت الاحتفال بوصول وتدشين الحفارتين يوم الخميس المقبل في ميناء أم قصر"، مشدداً على أن "الحفارتين ستسهمان كثيراً في تحسين أعماق القنوات الملاحية المؤدية الى الموانئ".
وأكد الصافي أن "الحفارة كربلاء ماصة وخازنة للترسبات، ومصممة للحفر وسط القنوات الملاحية وقرب واجهات الأرصفة، أما الحفارة دهوك فهي خاطفة وخازنة للترسبات، ومصممة لتنفيذ عمليات الحفر التي تتسم بالدقة".
وكانت الشركة العامة للموانئ التي يقع مقرها في محافظة البصرة، نحو 590 كم جنوب بغداد، تعاقدت عام 2010 مع شركتين هولندية ويابانية على بناء الحفارتين بكلفة 105 ملايين دولار، وتقرر استقطاع هذا المبلغ من القرض الياباني للعراق، والذي خصصت منه الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA) 265 مليون دولار لتنفيذ مشاريع تهدف الى تطوير الموانئ العراقية من خلال تعميق بعض القنوات الملاحية، وانتشال قطع بحرية غارقة كانت تعيق مرور البواخر، فضلاً عن شراء قطع بحرية خدمية وتخصصية، مثل الحفارات والساحبات.
وتعد مشكلة تردي أعماق بعض القنوات الملاحية المؤدية إلى الموانئ العراقية بفعل تراكم الترسبات الطينية من أبرز التحديات التي واجهتها الشركة العامة للموانئ بعد عام 2003، وعلى الرغم من أن الشركة أنفقت ملايين الدولارات على إعادة حفر القنوات وتأثيثها بالعوامات الإرشادية وانتشال القطع البحرية الغارقة، إلا أن شركات التأمين البحري الأجنبية مازالت تفرض مبالغ كبيرة نسبياً على الشركات المالكة للبواخر التي تنقل البضائع الى الموانئ العراقية.
يذكر أن العراق كان يمتلك خلال السبعينات 16 حفارة بحرية لكن أغلبها دمر وغرق من جراء الحروب، وتبقت منها 8 حفارات معظمها ذات مواصفات بدائية وتعمل بأقل من طاقاتها التصميمية، وأبرزها البصرة والتحرير والمربد، وهي تجوب القنوات الملاحية المؤدية إلى الموانئ التجارية ذهاباً وإياباً من أجل تخليصها من الترسبات، والتي يؤدي تراكمها التدريجي تحت تأثير ظاهرة المد والجزر الى انخفاض أعماق القنوات، ومن ثم تواجه البواخر ذات الأحجام الكبيرة صعوبة في الوصول الى الموانئ، وتبرز هذه المشكلة بوضوح عند مدخل قناة شط العرب المؤدية الى ميناءي المعقل وأبو فلوس.