نشأة عمر الخيام وحياته هجرته إلى سمرقند
مساهمات عمر الخيام في العلوم
كان عمر الخيام عالما فلكيا ومنجما وطبيبا وفيلسوفا وعالم رياضيات، وقدم مساهمات بارزة في علم الجبر، كما أن شعره معروف في العالم الغربي أكثر من أي شاعر آخر غير غربي. لا يزال هناك غموض كبير حول تفاصيل حياته ومعتقداته، ولكن اتفق الجميع على أنه كان عالما مثقفا بارزا. تعرف على المزيد من الحقائق عن حياة عمر الخيام.
نشأة عمر الخيام وحياته
ولد عمر الخيام في 18 مايو 1048م في مدينة نيسابور التجارية بشمال فارس (المدينة اليوم في إيران)، وكان والده إبراهيم الخيام طبيبا ثريا. رغم أن عائلة عمر الخيام كانت مسلمة الديانة، ولكن والده قام بتوظيف عالم رياضيات يدعى "بهمانيار بن مرزبان" وهو أحد أتباع الديانة الفارسية القديمة، لتدريس عمر. وكان بهمنيار أحد طلاب الطبيب والعالم والفيلسوف ابن سينا، مما جعله يساعد عمر بشكل كبير على تعلم العلوم المختلفة مثل العلوم والفلسفة والرياضيات، وكان الخواجة الأنباري هو من ساعد عمر على دراسة علم الفلك. وفي سن المراهقة المبكرة عمل عمر الخيام مع والده في الجراحة لتعلم مهنة الطب.
هجرته إلى سمرقند
انضم عمر الخيام إلى إحدى القوافل التي تقوم برحلة لمدة ثلاثة أشهر من نيسابور إلى مدينة سمرقند، وكانت سمرقند مركزا للمنح الدراسية، ووصل الخيام هناك على الأرجح في عام 1068، وعمره 20 عاما. وفي سمرقند، اتصل عمر بصديق والده القديم أبو طاهر الذي كان حاكما للمدينة، وأعطاه طاهر وظيفة في مكتبه بعدما لاحظ موهبته الفريدة، وسرعان ما تم منح الخيام وظيفة في خزينة الملك، وحقق تقدما كبيرا في علم الجبر أثناء إقامته بسمرقند.
مساهمات عمر الخيام في العلوم
علم الجبر
أدرك عمر الخيام أنه من الصعب حل المعادلات التكعيبية من المعادلات التربيعية، وخمن الخيام بشكل صحيح أنه ليس من الممكن حل المعادلات التكعيبية باستخدام الأدوات الهندسية اليونانية القديمة التقليدية والبوصلة، وأدرك أن العالم في حاجة إلى أدوات أخرى لحل هذه المعادلات.
وفي سن 22 عام 1070، نشر الخيام أحد أعظم أعماله التي كانت دراسة حول عرض مشاكل الجبر والموازنة، وأظهر فيها أن المعادلة التكعيبية يمكن أن يكون لها أكثر من حل، كما أن دراسته أوضحت كيفية استخدام تقاطعات المخروطات والدوائر للحصول على حلول هندسية للمعادلات المكعبة.
الربط بين الجبر والهندسة
كان قد تم ربط الجبر والهندسة بنجاح من قبل بيير دي فيرمات ورينيه ديكارت في القرن السابع عشر؛ مما أدى إلى نظام الإحداثيات، ولكن عمل الخيام مع المكعبات جعله على يقين من أن الجبر والهندسة مرتبطان بأشكال أخرى، واستشهد بعناصر إقليدس لدعم الفكرة. وقرر أن الجبر ما هو إلا حقائق هندسية مثبتة.
علم الفلك
في عام 1073، تلقى الخيام دعوة إلى مدينة أصفهان الفارسية لإعداد تقويم يعمل بطريقة منظمة ويكون دقيقا إلى الأبد، وكان هذا عصرا يتم فيه تغيير أطوال السنة بانتظام. قام الخيام بتجنيد علماء موهوبين آخرين لمرافقته إلى أصفهان عام 1074، وحصل على راتب مرتفع للغاية وتمتع بأسلوب حياة متميز. وقام الخيام خلال الفترة التي قضاها في أصفهان بقياس طول السنة بدقة عالية، وخاصة السنة الاستوائية.
الفلسفة
كان الخيام فيلسوفا وشاعرا مشهورا، وكان له آراء جديدة حول الأمور الدينية والعقائدية. وهناك ست دراسات فلسفية موجودة حتى الآن يعتقد أنها كتبت بيد عمر الخيام؛ أحدها عن الوجود، وكتب في الأصل باللغة الفارسية وتناقش موضوع الوجود وعلاقته بالعالم. ودراسة أخرى بعنوان "ضرورة التناقض في العالم، الحتمية والعيش" مكتوبة باللغة العربية وتتعامل مع الإرادة الحرة والحتمية، وكانت عناوين أعماله الأخرى تتنوع بين الوجود والضرورة، ودراسات حول الظواهر الطبيعية.
الشعر
بالإضافة إلى الرباعيات الفارسية، هناك خمس وعشرون قصيدة عربية منسوبة إلى عمر الخيام، يشهد عليها المؤرخون مثل الأصفهاني، وشهرزوري، وحمدالله مصطفى. ساهم الشعر المنسوب إلى عمر الخيام وخاصة رباعيات الخيام بشكل كبير في شهرته الشعبية في العصر الحديث، كنتيجة مباشرة للشعبية الشديدة تمت ترجمة هذه القصائد إلى اللغة الإنجليزية من قبل إدوارد فيتزجيرالد.
ومن أجمل ما جاء في رباعيات الخيام على الإطلاق:
أفِقْ خَفيفَ الظِل هذا السَحَر
ناد دَعِ النومَ وناغِ الوَتَر
فما أطالَ النومُ عُمْرا
ولا قَصر في الأعمارَ طولُ السَهَر