يحكي أن في قديم الزمان كان هناك امير وسيم صعب الارضاء يبحث عن اميرة احلامه التي يتزوج منها ويعيش معها في سعادة وهناء، ولكنه كان يبحث عن اميرة حقيقية بكل ما تعنيه الكلمة من معاني، ولكن من اين يجد هذه الاميرة، بحث في كل اركان الارض ولكنه لم يتمكن من العثور علي الاميرة المناسبة له، فكان كلما يقابل فتاة ينتقدها باستمرار، فهذه سمينة وهذه رقيقة جداً وهذه طويلة جداً وهذه قصيرة جداً وهكذا .
مرت الايام والشهور علي هذا الحال والأمير يعيش وحيداً بعد أن فشل في العثور علي الاميرة التي ترضيه وتعجبه، ولكنه ظل يريد الزواج من اميرة احلامه الحقيقية، وذات ليلة عاصفة ممطرة طرقت باب القصر فتاة جميلة ثيابها مبللة، قالت الفتاة : إنني اميرة حقيقية،ارجوكم اسمحوا لي بالدخول فالجو ممطر وعاصف وليس لدي مكان احتمي فيه من هذا البرد القارس .
سمحت الملكة لهذه الفتاة بالدخول و اخذت تراقب حركاتها وكلماتها وشكت في انها ليست اميرة حقيقية، فقد كان شعرها مبعثراً وملابسها مبتله ممزقة وحذاؤها متسخ بالوحل ولا ترتدي تاجاً مثل باقي الاميرات، اخذ جميع من في القصر يهمس : من تظن نفسها هذه الفتاة ؟! إنها لا تبدو اميرة حقيقية بالتأكيد، فالأميرات الحقيقيات لا يأتين على هذه الحالة التي يرثى لها !
إلا ان الملكة كانت طيبة القلب وقد شعرت بحاجة هذه الفتاة الي المبيت لديها في القصر هذه الليلة، فأمرت بتحضير غرفة جميلة لتبيت فيها، وسمحت لها بأخذ ملابس نظيفة وحماس ساخن، وكانت الملكة قد نوت في قرارة نفسها ان تختبر هذه الفتاة حتي تعلم إن كانت اميرة حقيقية ام مجرد فتاة مدعية .
امرت الملكة خدم القصر أن يجهزوا للفتاة سريراً يتكون من عشرين فراشا موضوعا فوق بعضه البعض وأن يضعوا تحته حبة بازلاء، وقد تعجب جميع الخدم من هذا الطلب العجيب، ولكنهم نفذوه علي اي حال من الاحوال، وهكذا دخلت الفتاة الغرفة وباتت فيها هذه الليلة، وفي صبحا اليوم التالي دعت الملكة الفتاة لتناول طعام الافطار، وقد لاحظت انها متعبة للغاية، فسألتها : هل نمت جيداً ليلة امس ؟ اجابتها الفتاة : لقد حاولت النوم ولكنني لم اتمكن ابداً، لقد كان هناك شيئاً تحت فراشي منعني من النوم طوال الليل .
في هذه اللحظة ابتسمت الملكة في سعادة وهي تحتضن الفتاة وتقول لها : انك فعلاً اميرة حقيقية يا عزيزتي، . فقط الأميرات الحقيقيات هن من يستطعن أن يشعرن بوجود حبة بازلاء تحت كل ذلك الفراش، فرح الامير الوسيم كثيراً لأنه عثر علي اميرته الحقيقية التي تليق بالزواج به، وتزوج الامير من الاميرة وعاشا معاً في سعادة وهناء .