تتميّز الجزائر في حفاظها على مطبخها التراثي الذي يتميّز بالأطباق الشهية واللذيذة التي تتوارثها الأجيال وتشكّل ميزة خاصة من الحضارة الجزائرية، وأبرزها طبق الكرنتيكا الذي يحظى بأهمية كبرى في هذه الدولة الأفريقية.
أصول طبق الكرنتيكا
الكرنتيكا طبق جزائريّ شعبيّ، يعرف أيضاً باسم "الحامي" أو "الكاران" أي الساخن، بما انه يتم تناوله وهو ساخن. انطلق هذا الطبق من مدينة وهران في غرب الجزائر، ومنها انتشر إلى مختلف أرجاء البلاد، حتى تحوّل إلى أحد أبرز الأطباق الشعبية التي تقدّم في العديد من المناسبات والاحتفالات.
ولم يقتصر انتشار الكرنتيكا على الجزائر فحسب، إنما تناقلتها الجالية الجزائرية المنتشرة في العديد من الدول ولا سيما فرنسا واسبانيا، حيث باتت مشهورة أيضاً في هذه الدول.
وفي لمحة تاريخية عن هذا الطبق، فيعود تاريخ تحضيره للمرة الأولى إلى القرن السادس عشر، وتحديداً حين تعرّض الجنود الإسبان المتمركزين في الحصن الأثري لقلعة سانتا كروز، في أعلى جبل المارجاجو في مدينة وهران غرب الجزائر. وخلال الحصار، نفد الطعام لدى الجنود الإسبان ولم يتبقَّ لديهم سوى الحمص وبعض المنكهات، فابتكروا هذا الطبق من خلال طحن الحمص ومزجه مع الماء والزيت وإضافة المنكّهات، للحفاظ على حياتهم. وعرف حينها بـ"الكاليانتي" باللغة الإسبانية، ومن ثم اشتهر باسم الكرنتيكا.
أما اليوم، فيعتبر هذا الطبق أحد أقدم الأطباق تحضيراً في الجزائر، وخصوصاً في شارع حي سيدي بلال الذي يعد أيضاص احد أقدم شوارع مدينةوهران. ويرتبط طبق الكرنتيكا بالتاريخ الجزائري العريق.
تحضير طبق الكرنتيكا
تتكوّن الكرنتيكا من العديد من العناصر الغذائية والضرورية للجسم كالحبوب مثل الحمص المطحون ويضاف إليه الماء والبيض مع المنكّهات الشهية كالكمون والهريسة. أما طريقة التحضير فهي سهلة للغاية، حيث يمزج كيلوغرام واحد من الحمص المطحون مع 5 ليترات من الماء وكوب من الزيت إلى ان يصبح مزيجاًدسماً، ثم يضاف إليه الملح والكمون والهريسة، ويصبّ في صينية متوسطة الحجم، ويوضع في الفرن على حرارة متوسطة إلى ان ينضج ويقدّم ساخناً على المائدة.