جلست على شرفة عمرها ترتشف شراب الذكريات وتتامل في ليل ماضيها علّها تظفر بنجم ينير ظلمة حياتها ويضيء أركان روحها. آن لها أن تحتفل بقدوم ضيفها في الدياجي ليلهب صمت ليلها بحشرجة صامتة ودمع ساخن.
كذلك اعتادت أن تحتفي بحزنها الضارب في أيام عمرها. له من الوفاء ما أعجز صبرها وأربك صمتها. بهدوء مستسلم تعيد معه سرد خيباتها وبتأوه موجع تقص عليه فترات انتكاساتها ومع ذلك لم تنحن لها هامة ولم تنكّس لها رأسا. بها شموخ مغر مثير وعلى محياها ترتسم كبرياؤها رغم صروف الدهر والنصب.
فمن صنعت من هلال ليلها قاربا للنجاة من ظلمة حياتها لن تعجز عن الحفاظ على الثبات وان أُثقل كاهلها بما تخر الجبال.
فهي القوية الضعيفة اللينة الصلبة استمدت استمرارها من ذلك التمازج الفريد بين متناقضاتها فكان لها الفوز رغم صعوبة المسير وما يحف دربها من شوك وحفر.
م