يحكي أن في يوم من الايام كان هناك ذئب ضعيف هزيل قد غلبه الجوع حتي كاد أن يهلك من شدة الجوع والعطش، وذات يوم بينما هو جالساً علي جانب الطريق متعباً لا يقوي علي الحراك شاهد كلباً أليفاً يمر في الطريق، لاحظ الكلب حالة الذئب فاقترب منه بحذر وقال له : آه يا ابن العم، انا اعرف انك تعاني من الضعف والجوع، وحياتك متقلبة للغاية وغير مستقرة وهذا ما سيؤدي يوماً الي هلاكك، لماذا لا تعمل مثلي بشكل ثابت حتي تجد من يقدم لك الطعام كل يوم بانتظام وهكذا تعيش في سلام وامان مرتاح البال .
اجابه الذئب : ليس لدي اي اعتراض أن اعمل واكسب من قوت يومي ولكنني احتاج فقط الي مأوي، فقال له الكلب : يمكنني أن اؤمن لك هذا المأوي بكل سهولة، تعال معي الآن الي سيدي وسوف تشاركني في عملي .
وبالفعل ذهب الاثنان سوياً بتجاة القرية التي يسكن بها صاحب الكلب، وفي الطريق لاحظ الذئب أن الشعر في منطقة محددة علي رقبة الكلب كان تالفاً للغاية وممزقاً بشدة، فسأله عن السبب فأجابه الكلب في حزن : إنه كذلك بسبب الطوق الذي يبقيه صاحبي في رقبتي طوال الليل حتي اظل مقيداً، انه مزعج قليلاً ولكن سرعان ما ستعتاد عليه وستتقبل الامر بمرور الوقت، هنا توقف الذئب عن السير والتفت الي الكلب قائلاً في جديه : إذا وداعاً ايها السيد، انا افضل ان اموت جوعاً وانا حر، فهذا افضل لي ان اكون عبداً سميناً .