ضربت العملية النوعية التي أحبط فيها التحالف العربي بقيادة السعودية تهريب الأسلحة الإيرانية، عصفورين بحجر واحد، فعلاوة على فضح كذبة التصنيع العسكري المحلي التي تروّج لها المليشيا الحوثية، اتضح للجميع هوية المستفيد الأول من استمرار حرب اليمن.
وطيلة الأشهر الماضية، رمت إيران بكل أوراقها لإفشال جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وأرغمت أدواتها الحوثية على القبول بتحويل المناطق اليمنية إلى ساحة حرب دائمة لتنفيذ مؤامراتها ضد دول الإقليم وخصوصا السعودية.
وكانت فرص السلام قد بدأت تلوح مطلع العام الجاري أكثر من أي وقت مضى، لكن طهران أوعزت للمليشيا الحوثي باستئناف تصعيد عسكري واسع داخل المدن اليمنية وخصوصا مأرب والجوف والبيضاء، بالتزامن مع هجمات صاروخية إرهابية على المناطق المأهولة داخل الأراضي السعودية.
وتزامن الكشف عن إحباط محاولتي تهريب الأسلحة الإيرانية للمليشيا الحوثية، مع استئناف المبعوث الأممي مارتن جريفيث لمشاوراته الهادفة لوقف الحرب، حيث أعلن، مساء اليوم الثلاثاء، عن تلقيه دعما من الرئيس عبدربه منصور هادي، لخارطة السلام التي تقدم بها، في أعقاب لقاء جمعهما بالرياض.
وقال جريفيث، في بيان مقتضب على تويتر، إنه ناقش مع الرئيس هادي، "مسودّة الاعلان المشترك الرامي الى التوصّل الى وقف اطلاق نار شامل في اليمن واتفاق على تدابير انسانية واقتصادية واستئناف عملية السلام".
وبالنظر إلى حجم الأسلحة الإيرانية المضبوطة، يتأكد أن طهران لن تسمح لأدواتها الحوثية بالقبول بعملية السلام، وستجبرهم على مواجهة كافة التنازلات التي تقدمها الأمم المتحدة أو الحكومة الشرعية بتعنت ومواقف متعجرفة، كما وصفها الرئيس هادي خلال لقاء غريفيث.
تنويع منافذ التهريب
خلافا لميناء الحديدة، والذي أكبر منافذ تهريب الأسلحة والصواريخ الإيرانية المتطورة للحوثيين، اتجهت طهران شرقا، صوب المنافذ البحرية الخاضعة للحكومة الشرعية والتي لا يمكن التشكيك بوصول أسلحة حوثية عبرها.
ووفقا للتحالف العربي بقيادة السعودية، فقد تم إحباط العملية الأولى، في 17 أبريل/نيسان 2020 ، حيث كانت الأسلحة على متن "دهو" قبالة سواحل محافظة المهرة شرق اليمن، في طريقها إلى الميليشيات الحوثية، فيما تم إحباط الشحنة الثانية يوم 24 يونيو/حزيران 2020، قبالة السواحل اليمنية.
وكشفت مصادر في قوات التحالف، أن الأسلحة المضبوطة تتضمن كميات واسعة من الصواريخ الحرارية المتطورة ومعدّات تصنيع الطائرات المسيّرة بدون طيار، ونواظير ليلية وبنادق قناصة متطورة.
وأكد مصدر حكومي يمني، لـ"العين الإخبارية"، أن هناك نشاطا غير مسبوق بعمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين خلال العام الجاري، وخصوصا عبر السواحل الغربية.
وأشار المصدر، إلى أن ميناء الحديدة استقبل شحنتي أسلحة تضم قطع صواريخ باليستية بعيدة المدى وطائرات مسيرة بدون طيار، فيما لجأت المليشيا إلى استغلال المنافذ البحرية الخاضعة للشرعية شرقا، وبتواطؤ مع قيادات إخوانية.
ويشير الضخ الإيراني المتواصل للأسلحة المتطورة، أن المليشيا الحوثية باتت مجرد دمية يحركها الحرس الثوري الساعي لإطالة أمد الحرب اليمنية، واستثمار معاناة الملايين لصالح أجندة خبيثة في إقلاق الأمن الإقليمي.
وذكر السفير السعودي لدى الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي، في تصريحات صحافية، أمس الإثنين، أن هناك تشابه بين الأسلحة التي نقلتها إيران إلى ميليشياتها الإرهابية في العراق وسوريا ولبنان، وتلك المنقولة إلى ميليشيات الحوثي في اليمن.
وقال المعلمي "المجتمع الدولي يتفهم الآن مخاوف دول الخليج من سياسات إيران، وخطورة توسعات طهران الإقليمية".