شهدت العاصمة الخرطوم وعدد من المدن السودانية، الثلاثاء، مسيرات حاشدة إحياء لذكرى 30 يونيو/حزيران التي شكلت أحد المحطات المهمة في نجاح ثورة ديسمبر/كانون الأول التي أنهت حكم عمر البشير.
ورفعت المسيرات مطالب مشتركة، تمثلت في "القصاص لشهداء الثورة ومحاكمة رموز الإخوان البائد، واستكمال هياكل السلطة الانتقالية (تشكيل المجلس التشريعي وتعيين الولاة المدنيين)".
وتمكن السودانيون العام الماضي من تحويل 30 يونيو/حزيران من يوم مشؤوم شهد صعود نظام الإخوان إلى السلطة بانقلاب عسكري، إلى يوم سعيد رسموا خلاله ملامح الحكم المدني لبلادهم، بعد أن ملأوا الطرقات في هذا التوقيت عقب حادثة فض الاعتصام.
السودان يعتقل خلية إخوانية خططت لاستهداف ذكرى "30 يونيو"
وقال شهود عيان لـ"العين الإخبارية" إن "المسيرات التي خرجت في العاصمة الخرطوم تقدر بملايين الأشخاص، بينما خرج الآلاف في مدن، الأبيض، عطبرة، ومدني بوسط السودان وعدد من الفيافي".
وأشار الشهود إلى أن المسيرات التزمت بالسلمية وتجمع الأشخاص في ميادين وطرقات رئيسية بالأحياء السكنية بمدن العاصمة الثلاث "بحري، أمدرمان، الخرطوم".
وردد المشاركون في المسيرات شعارات تؤكد أن جذوة الثورة ما تزال متقدة وأنهم مصممون على تحقيق أهدافها والقصاص للشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن.
ومنعت السلطات الأمنية التي انتشرت بكثافة المتظاهرين من عبور الجسور الرابطة بين مدن العاصمة الثلاث وسمحت لهم بالتظاهر داخل مدنهم وأحياءهم السكنية، وفق الشهود.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدمع تظاهرين أمام مباني البرلمان السوداني في مدينة أمدرمان، وضاحية العمارات جنوبي الخرطوم.
وقالت الشرطة إن شخصا أصيب في السوق المركزي جنوبي الخرطوم نتيجة استخدامها القوة بعد أن رأت الموكب الاحتجاجي يتحول عن مساره، مشيرة إلى أنها قامت بإسعافه.
وشهدت العاصمة هدوءا أمنيا والتزمت المسيرات بمساراتها السلمية وعاد المشاركون إلى منازلهم بعد أن أحيوا ذكرى 30 يونيو/حزيران.
واتخذت السلطات السلطات السودانية تدابير احترازية بالانتشار الأمني الكثيف، وتوقيف العشرات من نظام الإخوان البائد على رأسهم، إبراهيم غندور آخر رئيس لحزب البشير.