هو مزجٌ
بعضُ اشتعالٍ هو
وبعض جمرٍ وبعضُ وقدِ
وبعض سلامٍ هو
وبعضه نارٌ كالبردِ
لا يحتمل هجرا يُجَففهُ البعد
يقتلُهُ
لا يستبق منه حدا
حبيبك أيتها الحبيبة
لا يحتمل فراقا ولا صدا
ولا منازلة منك ولا حُنث بعهدِ
لا يحتمل ذما لما قد يضطَرُّه
من غياب او انكفاءٍ
لبعض وقت
فمازال حبيبك هو هو
ذاك الزاخرُ بالوعد
مازال شديدُ الوجد
وان ذهب هناك حيث تُلزِمُهُ الأقدار
أن يسري وان يغدو ويُوفدُ
هو هو مازال يتشرَّبُ الجمالَ
مما حوى قديمُك ويستوعبُ ما يُستجَدُّ
مما تبثينه من أشعار وتزخرُ به أرجاؤك
من حب ، فهو منك تشكلَ
وهو منك يعبُّ ، وهو فيك يُحبُّ
ترينَهُ مقيماً في موجةِ وجدِ
حنينُهُ ذروةِ مدِ وقلبُه ليس لجمالِه حدا
هائم هو من مهدِه الى اللحدِ
ويمكننا أن نعكس العدّ ، من اللحد الى المهدِ
وإن أتجهنا أبعد نجدُه
جبلة حبٍ وعنفوان غيث ببرقٍ ورعد
وكيان عشقٍ وصبابةٍ ورقة
ليس لها حدا
حرارةٌ ، دفء في هواهُ
ونورٌ ومطر
سنابلٌ وبساتين شذب
فل ورياحين وكاذي وورود
وخلجان مرجان وآية عجب
مذ كان نطفة فعلقة
ثم أستوى للحب
والوجد
واللطفِ والتغريدِ
والفرحِ والطرَب وما وجب
هو هناك يهبط ويصعد
على إيقاع نبض
في حنين دائم إليك
لعله ، لعلك تحتوينه من كل بد .
عبد العزيز دغيش