رغم الثروة النفطية الهائلة في العراق إلا أن شخصا واحدا من بين كل خمسة أشخاص لا يزال يعيش تحت خط الفقر، في بلد يعاني من استشراء الفساد وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب
ارتفعت نسب الفقر في بعض المحافظات إلى معدلات غير مسبوقة، وبحسب الإحصاءات الرسمية لوزارة التخطيط، تتجاوز في بعض المحافظات نسبة 50%، ما يعد مؤشرًا خطيرًا يتطلب التعامل معه بجدية وفق إجراءات عملية.
يأتي ذلك بسبب انشغال بنية الدولة التشريعية والتنفيذية بصراع المغانم دون الالتفات إلى نسب الفقر المتصاعدة وسوء الأحوال المعيشية لمئات الآلاف من العراقيين، وهو ما يمهد لموجة من المشكلات الاجتماعية العصيبة التي لا تقف عند حد التطرف والإرهاب وتجارة المخدرات والجريمة المنظمة.
ووفق بيان وزارة التخطيط فإن قياس مؤشرات الفقر يعتمد على أبعاد متعددة، من بينها: الصحة والسكن والتعليم والدخل والحاجة إلى الغذاء.
تشير معلومات البنك الدولي إلى أن نحو 50 في المائة من نسبة الأطفال الفقراء تكمن في المحافظات الجنوبية، وهو أمر إن دل على شيء، فهو أنه من بين الأسباب الرئيسية للحراك الشعبي الواسع والمظاهرات في المحافظات الجنوبية، كما هو حاصل منذ بداية فصل الخريف وحتى الآن في الجنوب العراقي
وأظهر مسح الفقر أن محافظة المثنى التي تعد ثاني أكبر محافظة في البلاد، تعد الأولى بأعلى نسبة فقر تصل إلى 52 في المئة، والتي تليها الديوانية 48 في المئة وميسان 45 في المئة وذي قار 44 في المئة.
وبلغت نسبة الفقر في محافظة نينوى 37.7 في المئة، تليها ديالى 22.5 في المئة، واسط 19 في المئة، صلاح الدين 18 في المئة، الأنبار 17 في المئة، البصرة 16 في المئة، النجف 12.5 في المئة، كربلاء 12 في المئة، بابل 11 في المئة.
وكانت نسبة الفقر الأقل في العاصمة بغداد 10 في المئة، تليها، دهوك 8.5 في المئة، كركوك 7.6 في المئة، أربيل 6.7 في المئة
ويحتل العراق المرتبة 12 في لائحة البلدان الأكثر فسادا في العالم بحسب منظمة الشفافية الدولية.
ورغم الغليان الشعبي في البلاد الذي أنتج احتجاجات مطلبية مناهضة للفساد أودت بحياة المئات إلا أن الإجراءات الحكومية في البلاد لا ترقى إلى مستوى الأزمة وهي بالكاد تطال صغار الفاسدين ولم تقترب حتى الآن من كبار المسؤولين المتهمين بالفساد،
ويبلغ عدد سكان العراق -وبحسب آخر إحصاء للبنك الدولي- 38.5 نسمة، وإجمالي الناتج المحلي 197.7 مليار دولار، ومعدل الفقر وفقًا لخط الفقر المحدد بـ 3.2 دولارات في اليوم هو 17.9٪، فيما ترتفع النسبة باحتساب 5.5 دولارات دخلًا في اليوم إلى 57.3 دولاراً، لكن خط الفقر الوطني تم تحديده بـ 22.5٪. فيما يبلغ معدل العمر في العراق 69.6.
الفساد الإداري المنتشر في محافظات العراق وانتشار الرشى والسرقة من أموال العراقيين والفساد، جعلت المواطن معرضًا للموت، حيث يواجه كل يوم موتًا بعنوان جديد، ومن يقتله اليوم هو الفساد، ففي دولة سلطانها الفساد لا يمكن لنا أن نتوقع إلا استمرار قوافل الموت المجاني.