طفلك في عطلة الصيف، وبسبب تحديد الخروج من المنزل بعد انتشار جائحة كورونا في العالم، يقع على عاتقك خلق أجواء تبعد عنه الملل، ومنها اختيار الهدايا، التي يكون الهدف ليس تسلية الطفل فقط، بل تعليمه وكسب نقاط القوة عنده، وخلق التحديات أمامه، على ألا تكوني عشوائية في اختيارها، واحذري من تقديم الهدايا كحافز على حسن السلوك؛ كي لا يستغل الأمر.
هذه الاستراتيجيات الخمسة يمكن أن تساعدك في جعل اختيار الهدايا وإعطائها تجربة أكثر بهجة للجميع. وينصحك بها د. محمد بن جرش كاتب وباحث إماراتي.

الاستراتيجية 1: اعرفي طفلك تماماً
عندما تقدمين الهدية للطفل، لا تتجاهلي درجة إدراكه، قد يكون اختيارك حسب العمر صحيحاً، لكن طفلك قد يتجاوز إدراكياً سنه الحقيقي، فلا يكترث بالهدايا التي تعدى تجربتها، وهو في هذه الحال، سيفكر أنك لا تفهمينه، وهناك أطفال سيظنون أن الذي جلب الهدية يستخف بقدراتهم. فاسألي نفسك دائماً قبل أن تختاري: "ما الذي يلهمه"؟ "ما الذي يقوي قدراته التعليمية"؟
واعلمي أنه ليس بالضرورة اختيار هدية متشابهة بين الإخوة، اختلاف الهدية يجعل الطفل يشعر بالتفرد والتميز، ويمكن أن يساعد هذا في تقليل توتر الإخوة بين بعضهم خلال العطلات.
الاستراتيجية 2: ابحثي عمّا يناسب ميوله

هذا يعني أنك لست ملزمة بالاعتماد على إرشادات العمر المدرجة في الألعاب.
فقد لا تكون مجموعة المباني المدرجة لـ "العمر 6 وما فوق" مناسبة تماماً لطالب الصف الأول. إلا إذا كان يمتلك مهارات حركية قوية ويحب البناء، فقد يكون هذا الخيار مناسباً للغاية.
وكوني جاهزة لردة فعل ابنك لو استنكر الهدية، بعد أن يتعرف على الإرشادات فقد يقول لك: "أنا أكبر سناً من ذلك"، يمكنك أن تشرحي له معنى عبارة "وما فوق" يعني "وأكبر من".
الاستراتيجية 3: تجنبي تحويل الهدايا إلى عمل

جميل أن تكون عطلة الطفل مليئة بالتحديات التعليمية، لكن هذا لا يعني أن تجعلي من هديتك الصيفية تذكيراً للمزيد من العمل الذي يتعين القيام به. وكأنه في المدرسة.
هذا لا يعني أن عليك أن تتجنبي تماماً الهدايا التي تساعد الأطفال على التعلم. على سبيل المثال، فكري في اختيار الألعاب التي يمكن أن تساعد في تحسين مهارات الأداء التنفيذي، وألعاب الفيديو التي تساعد المراهقين على بناء مهارات التفكير أو ألعاب الطاولة التي تتداخل مع الرياضيات.
الاستراتيجية 4: الحد من الطمع بالهدية

لا تجعلي طفلك ينتظر هدية ثانية كلما تلقى التي قبلها، هي مسألة تعويد وأسلوب تربية خاطئ منك؛ لأن الطفل بهذه الحالة سيفقد إحساسه بالهدية، وينتظر التي تليها، وهذا سيحوله إلى أناني طماع في المستقبل. وسيفقده هذا السيطرة على تصرفاته الأخرى!
هناك طريقة واحدة لمساعدة الأطفال على الحفاظ على السيطرة على أنفسهم؟ قللي عدد الهدايا التي يتلقاها كل طفل. واتبعي صيغة هدية مبسطة لكل طفل. فمثلاً:
مرة تشترين له شيئاً يريده، وفي المرة الثانية تشترين شيئاً يحتاجه، وفي المرة الثالثة تشترين شيئاً ليرتديه، وفي المرة الرابعة شيئاً ليقرأه. واجعلي ذلك على فترات متباعدة قليلاً.
الاستراتيجية 5: لا تستخدمي الهدايا كورقة مساومة

حاولي تجنب استخدام هدايا العطلة كحافز للسلوك الجيد، أو قول أشياء مثل "إذا كنت مطيعاً سأجلب لك الدراجة التي أعجبتك"،أو "إذا لم تجلس ساكناً في السيارة فلا تتوقع أن أقف بسيارتي عند متجر الألعاب"!
بالنسبة للأطفال الصغار، وخاصة أولئك الذين يعانون من مشاكل في فرط النشاط، هذا التفكير العقابي لتقديم الهدية سيؤثر على سلوكهم بشكل سلبي، فلا تخاطري وتتبعي هذه الطريقة التي قد تفسد عليك عطلته وبقاءه متفرغاً بعيداً عن الالتزام في فروضه المدرسية.
اعلمي أن اختيار الهدايا التي تناسب طفلك هو أسلوب لمساعدته في نجاح عطلتكما، فتعرفي على كيفية إنشاء طرق للتواصل بينكما تقوي نقاط قوة طفلك. وتبعده عن الإحباطمن خلال الهدايا.