لم أعثر على فأسي، فاشتبهتُ بأن جاري قد سرقه مني، فبدأتُ أراقبه عن كثب، كانت مشيته مشية سارق فأس ، وكلامه كلام سارق فأس، حتى حركاته وإشارات يده توحي أن لا أحد غيره قد سرقَ فأسي.
أمضيتُ تلك الليلة حزيناً ولم أعرف كيف أنام وأنا أفكر بأي طريقة أواجهه، ولكني في الصباح الباكر عثرتُ على فأسي، كان ابني الصغير قد وضع كومة من القش فوقه.
نظرتُ إلى جاري في اليوم التالي، فلم أجد فيه شيئاً يشبه سارق فأس، لا مشيته ولا كلامه ولا إشارات يديه، كان كالأبرياء تماماً! فأدركتُ لحظتها بأني أنا من كان اللص، لقد سرقتُ من جاري أمانته وذمته، وسرقتُ من عمري ليلة كاملة أمضيتها ساهراً أفكِّر كيف أواجه بالتهمة رجلاً بريئاً منها!! فيا ترى، كم من بريء سرقنا منه أمانته وذمته بسوء ظننا؟!