قلت، لعلك ظننت أنك إذا غبت عنا، غاب شعورنا منك، وكأنك قد عاهدت قلب خالي الوفاض يعهد لك في القرب وينساك في البعد، ويأتيك حين تقبل ويلهو إذا انصرفت عنه.
لكم اشتقت لكل شيء منك، حتى ذلك الدفء الذي كنت تدخره لي حين ألتقي بك، وكأن شيء ما خبأه داخلك حتى أستخرجه منك، وكأنك منجم أو كنز كلما تعمقت فيه أكثر، أخبرتنا درر العمق أن ما كان منك من دفء مجرد تنقيب على السطح.
هناك شيء لايمكننا التعبير عنه أو لن نستطيع التعبير عنه لكنك تفهميه بالطبع، إنه الشعور الذي يهز أركانك ولو كان بيننا تلك السدود والحدود والناس التي تترقب ماذا كنا ؟! وكيف بات حالنا؟! وكأنهم لايريدون لنا ما يريدوه لأنفسهم مع الغير.
ياسيدتي هل أدركت كيف سقط فيك؟! وكيف هويت الإقامة فيك؟! حتى أنني قلت، لولا تلك الظروف ماخرجت من موطنك لموطن غيرك وإن أجبرتنا الظروف من كل حدب وصوب.
ياسيدة الأوطان اشتقت أن اسكن داخلك دون عقد أو شرط، اشتقت لأقيم لك جدار لايعلمه غيري منك. اشتقت لأن أعود من هجرتي إليك.