إِذَا بالوَصْلِ تَلِينُ القُلُوبُ
فَأَقْصُوا بَعِيدَاً جَوْرَ الخِصَامْ
وَ آتُوا النَاسَ بِمَا قَدْ أَحَبُوا
أَزِيحُوا بِشَمسِ الحُبَّ الغَيَامْ
نَزِيفُ الشُعُورِ يُدَاوَىٰ بِوُدٍ
وَ تُشْفَىٰ بُحُسْنِ القَوْلِ الآلامْ
جَمِيلُ الكلامِ كَرُؤيَا الوُرودِ
وَ مُرُّ الحَدِيثِ كَدَهْسِ الرُكَامْ
فَلا تَـرْمِ قَوْلاً لِسُوءٍ ظَنَنْتَ
وَ أَوْلَىٰ مِن الحَكْيِّ حَبْسُ الكَلَامْ
فَجِسْرُ المَوَدَةْ صُدْقُ النَوَايَا
وَ حُسْنُ الظَّنِ رَسُولُ السَلَامْ
وَ خَيرُ الحَديثِ مَا جَاءَ بِحَقٍ
وَ إنْ كَانَ فِيهِ بَعْضُ المَلامْ
وَ قَصْدُ المَلامِ ليْسَ افْتَراءً
وَ لَيسَ المَلامُ يَعني انقِسَامْ
فَلومُ المُحِبِ مَعنَاهُ حُبٌّ
وَ نُصْحٌ بِخَيرٍ يُدَاوي السِّقَامْ
وَ لَيتَ الحِوَارَ يُحَاطُ بِودّ
وَ لَيتَ اللسَانَ عليهِ لِجَامْ
وَ خَيرُ النَاسِ دَوَامَاً يُحِبُّ
لكلِ النَاسِ سِتْراً يُـدَامْ
إِذَا البَيْنُ حَلَّ بِوَادِ الأَحِبَّةْ
فَظُلمٌ أَحَلَّ مَا كَانَ حَـرَامْ
فَكَيفَ المَسِيرُ لِقَطْعِ الوِصَالِ
وَ دِيـنُ اللهِ وِصَالُ الأنَـامْ
وَ كَيفَ اليَقِينُ يُقْصَىٰ بِظَنٍ
وَ كيفَ البَرَايَا بِشَكٍ تُـلَامْ
تَنَاسَىٰ عُيوبَ النَّاسِ تَلَطَّفْ
وَ لَا تُعْطِ عَيْبَ النَّاسِ اهْتِمَامْ
فَليسَ لبشَرٍ حَقُّ الحِسَابِ
وَ رَبُّ العَرْشِ غَفُورُ الآثَـامْ
أَضِيئُوا دُروبَ النَاسِ بِحُبٍ
يُضَاءُ بِنورِ الحُبِ الظَلامْ
وَ كُونُوا لِنَبتِ الودّ رِوَاءَاً
فَأَهل الودّ عُلَاةٌ كِرَامْ
عبدالمنعم محمود